
بقلم: احمد عبد المنعم
لا يضاهيه سوى ذلك الشعور الذي ينبعث عندما يختفي ذلك اللمعان خلف الدماء الطازجة التي تغمر السكين...
اسمع عن أولئك الذين يرعبهم منظر الدماء....
أو يشعرهم بالغثيان...
وربما يتقيأ احدهم منه...
حمقى... لا يستطيعون رؤيته كما أراه...
ولا يدركون معنى المتعة في رؤيته يسيل...
وعندما يتناثر على وجهي واشعر بلمسه الدافئ....
تلك هي متعتي الوحيدة...
انتقل، من ضحية لأخرى...
ينمو بداخلي ذلك الشعور بأنني مسئول عن إرسال الأرواح إلى العالم الآخر...
وان هذا لا بد وان يجعلني فخورا...
لا اعرف لماذا لا يصرخون، ولا يبكون ولا يتأوهون، ولا يطالبون بالرحمة...
فقط تلك النظرة البلهاء، وكأنهم يعرفونني مسبقا.... وكأنهم مستعدون للموت...
فقط تخرج أرواحهم بهذه البساطة المستفزة...
ولذلك لم تكتمل متعتي أبدا...
قمة التعبير عن الحياة، في لحظات الموت...
لذلك اصنعه بيدي...
أراه مستمتعا لكوني سبب وجوده...
تلك هي متعتي الوحيدة...
يدفعون لي أموالا مقابل ما افعل...
ولكنهم لا يعلمون أنهم لو كفوا عن الاستعانة بي، فقد ادفع أنا لهم كي أقوم بهذه الأعمال....
من أكثر الأشياء التي قد تجعلك سعيدا، هي ان يكون عملك هو هوايتك المضلة...
فهذا هو عملي...
وأيضا متعتي الوحيدة...
أعيش وحيدا... بلا أصدقاء...بلا عائلة....
آخر شيء أتذكره عن والدي، عندما كنت ابلغ من العمر احد عشر عاما...
عاد أبي إلى المنزل متأخرا سكيرا.... غالبا كان النوم يتوغل إلي على صوت شجارهما، ولكن تلك الليلة كانت مختلفة...
وبدا الشجار كالعادة بلا سبب واضح..
لقد كان الشجار بينهما فرضا، ولو لم يحدث فالبتأكيد احدهم جن....
لم أتدخل في شجاراتهما إطلاقا...
وشرع أبي يضربها مترنحا...
أحب أمي كثيرا، ولكنني لا استطيع مقاومة أبي وهو يضربها...
ولا هي قاومته من قبل... لم تحاول أن تفعل قط، ولكنها فعلت هذه المرة...
كانت تبكي وتصرخ...
امتدت يدها إلى السكين التي كانت على المنضدة، وغرزته في قلبه....
أخذت تطعنه مرات ومرات في أماكن متفرقة من جسده، وهي تصرخ...وتبكي....
وأنا أقف خلف باب حجرتي... لم أحاول التدخل...
اعتقد انه يستحق ذلك الانتقام...
ذهول الطعنة الأولى لم يزل من على وجهه...
لم ينمحي هذا المشهد من ذاكرتي....
حتى بعدما خرجت روحه من جسده، كان وجهه مذهولا...
لم اذرف دمعة واحدة...
لم يهتز لي رمشا...
هربي من المنزل، تاركا أمي تصرخ بهستيرية بجوار جثة ابي الممزقة...
فيما بعد عرفت أن أمي دخلت مصحة نفسية لانهيار عصبي حاد...
ربتني الحياة في شوارعها، وكل ما تبقى لي من ذكريات عن عائلتي هو الدماء...
وأنا حريص على ألا تزول هذه الذكرى...
لذلك أحب الدماء...
لذلك أصبحت متعتي الوحيدة...
افعلها بطريقتي الخاصة...
أمسكت رأسه بيدي...
امرر سكيني الحاد على رقبته....
احرص على أن تكون عيني في عينه لأشاهد الحياة وهي تفارقهما...
أود لو أقوم بعملي في هدوء، وببطء شديد...
ولكنني دائما لا استطيع....
"خلص ياض الخروف اللي ف أيدك دا... لسه ورانا العجل بتاع الحاج سيد"
بسببه!!........
0 comments:
Post a Comment