
ولد ونشأ في حي طبقة عاملة في (الان تاون) في بنسلفينا، ولم يخلف (لي اياكوكا) وراءه نشأته القاسية أبدا، وقد ساعدته قدرته على تدبير نفسه في الارتقاء إلى أعلى المراتب في شركة (فورد) وفي شركة (كرايسلر). كانت أول خطواته نحو الشهرة في نيسان ابريل من عام 1964 عندما احتل غلاف مجلتي التايم والنيوزويك لتقديمه سيارة (فورد موستانغ) الشعبية جدا. وأوصلته شهرته إلى رئاسة الشركة في عام 1970، ولكن (هنري فورد الثاني) المتقلب المزاج، حفيد الأسطورة فورد، طرده في عام 1978. إلا أن (اياكوكا) الذي طور فلسفة إدارية صلبة تصلح للأوقات الجيدة والأوقات السيئة، اختير لكي يرأس شركة كرايسلر المفلسة فعليا. وانقلبت كوارث الشركة، في النهاية، بواسطة نقيضة ال (موستانغ)- الشاحنة الصغيرة المقفلة واسعة الانتشار وذات الشعبية الهائلة.
توصياتي الموجزة في الإدارة
1. وظف الأفضل: لا شيء سيجعل الرئيس التنفيذي يبدو أفضل من فريق إداري موهوب. عندما أُسأل كيف حوَلت وضع شركة كرايسلر، أوضح دائما أنني لم أقم بذلك لوحدي- بل قام به العديد من الأشخاص الأذكياء والمتفانون. ولو كنت مغرورا بشكل كبير، كما تدعي مجلة (تايم)، لكنت قد نسبت الفضل كله إلى نفسي في تحقيق كل شيء.
2. حدد أولوياتك بشكل مباشر واحتفظ بقائمة ساخنة بما تحاول عمله: لا يهم كم هو معقد العمل، وعملنا معقد إلى حد ما، اعتقد انه يجب عليك أن تكون قادرا على تدوين أولوياتك الهامة على ورقة مفردة قياس 11X8.5. طالما أدهشني أن أرى عدد الشركات، حتى الصغيرة، التي تكرس ساعات من الجهد وأطنان من الورق لخطط مفصلة لما يريدون أن تقوم به الشركة طوال الوقت. فهناك العديد من الأسماء لتلك الخطط- خطط إستراتيجية طويلة الأمد، خطط عمل لعشر سنوات، خطط ربح لخمس سنوات، والخ. اعتقد انه إذا كان لديك عدد كبير من الموظفين والكثير من الوقت الإضافي بين يديك، فهذا لن يضرك. ولكنني لم أر خطة عمل طويلة الأمد لا يمكن تلخيصها في ورقة واحدة من الأولويات.
3. قلها بالانجليزية واجعلها مختصرة: شاهد كل منا أمثلة على الحديث البيروقراطي الغامض بشكل رسالة مكتوبة. وانت تعلم ماذا اعني- وثيقة طويلة تأخذ القارئ خلال دزينتين من خيارات وبدائل متعددة جدا، وتنتهي بأي نتيجة واحدة فقط من ست أو سبع نتائج مختلفة. معظمنا يربط هذه الظاهرة بالبيروقراطية الحكومية. ولكن، ثق بكلامي، معظم الكلام الغامض موجود في الشركات، أيضا.
هناك ثلاثة عوامل وراء الخزعبلات: الأول هو الرغبة غير المتحكم بها تقريبا في قول كل ما تعرفه عن أي موضوع مقترح. والثاني هو حب الصفات والظروف أكثر من الأسماء والأفعال. والثالث هو الرغبة في التأثير بمستمعيك بواسطة عمق مفرداتك. لقد قرأت ذات مرة ورقة من خمسين صفحة صعبة الفهم، اتصلت بالكاتب وطلبت منه أن يشرح لي ماذا يحتوي في المجلد الضخم الذي كتبه، فقام بذلك في دقيقتين تماما، لقد حدد الخلل في عملنا، وماذا كان يمكننا أن نفعل لنصلحه، وبماذا ينصح. عندما انتهى سألته لماذا لم يكتب ذلك في الورقة بالطريقة نفسها التي حدثني بها، ولم يكن لديه جواب، وكان كل ما قاله هو :"لقد تعلمت بتلك الطريقة"، وكان علاوة على ذلك، يحمل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال.
اكتب بالطريقة التي تتكلم بها، فإذا لم تتحدث بتلك الطريقة، فلا تكتب بتلك الطريقة.
4. لا تنسى أبدا أن خط الإنتاج يصنع المال: إن المناورات بين الموظفين ومؤسسات عمال خط الإنتاج هي ممارسات مكلفة ومدمرة، فكل رئيس تنفيذي عليه أن يجد طريقة يوزع بها السلطة والمسؤولية بين هاتين المجموعتين. لذا، لدي بديهية تساعدني في تذكر كيف أدير هاتين السلطتين المتنازعتين في اغلب الحالات. عندما تحق الحقيقة، فان خط الإنتاج هو الذي يصنع المال؛ والموظفون لا يصنعون دايما (الدايم: عشرة سنتات).
أنا أرى أن دور الموظفين أساسا، هو مساعدة المدير التنفيذي للقيام بعمله، التصرف كمحفز لخط الإنتاج. إذا أردت أن تجعل فريق خط الإنتاج متحفزين، قم فقط بالترويج ل "فكرة موظفين" مع القدر المناسب من "لماذا لم تفكروا بذلك أيها الرجال؟"
5. حدد حجم ارض الملعب: فانا من المؤمنين بشدة بترك عمليات خط الإنتاج "تعمل"- التفويض إلى أشخاص جيدين ثم ترك هؤلاء الأشخاص يقومون بالعمل. ولكن ربما تسال إذا كان المدراء الاساسيون يديرون العمل، فماذا بقي للرؤساء التنفيذيين ليفعلوه؟
اعتقد أن جزءا كبيرا من عملي هو ما ادعوه "تعريف المغلف"، أو وضع الحدود التي يمكن لإدارة خط سير العمل أن تعمل داخل نطاقها على أساس الحرية المطلقة نسبيا. انه أمر شبيه بوالد يقول لطفله: "العب في الساحة الخلفية ولكن لا تذهب خارج البوابة أو لا تتسلق فوق السور ولا تدعو أي شخص آخر للدخول". إن الطفل يمتلك حرية استخدام الساحة، ولكن الأب حدد قيودا على أين يمكنه أن يذهب وماذا يمكنه أن يفعل.
وكرئيس تنفيذي، فإنني أضع حدودا، أضع حدودا لرأس المال الإجمالي الذي يمكن صرفه- ولكن ليس بالضرورة على كيف يصرف. واضع حدودا لعدد المدراء التنفيذيين الذين أريدهم على كشف بيان الرواتب- ولكن ليس من يكونون. أضع حدودا لمبالغ نفقات البحث والتطوير التي ارغب في دعمها، ولكن ليس المشاريع الممولة، واحدد أولويات الشركة التي تمثل الحدود أو العوامل الثابتة التي تحدد اتجاه كل جهد خط سير العمل.
6. احتفظ ببعض الأشخاص المستقلين حولك: يجب على جميع الرؤساء التنفيذيين أن يقلقوا من تغذية وجهة نظر منفردة؛ هذا يعني، سياسة حزبية تم تصفيتها وتعميقها وتركيبها- وهذا ما ندعوه ب (طهو البودنغ) فبدون اختلافات في وجهة النظر وانفتاح على التعابير البناءة عن هذه الاختلافات، فان الشركة يمكن أن تتجه إلى الكثير من القرارات السيئة. فهناك مخاطرة حقيقية في إخبار الرئيس التنفيذي فقط بما يريد أن يسمعه، وعدم حصول أي اختلافات في الرأي في حضوره.
ومن اجل الحذر من هذه المخاطرة، فقد حاولت دائما أن احتفظ بأشخاص أذكياء حولي من المولعين بالمعارضة، والذين لن يوافقوا كثيرا، لأي سبب كان، على القيمة الظاهرية، ولا يتأثرون بمنطق أن الشيء تم القيام به بطريقة معينة لأنه ينفذ دائما بتلك الطريقة.
7. ابق في العمل أثناء التغييرات: تدل تقديرات الكثير من الرؤساء التنفيذيين على أن التخطيط طويل الأجل والتخطيط الاستراتيجي يعتبران من بين أهم مسؤوليات الرئيس التنفيذي. لن أجادل في هذا الأمر، ولكنني كنت اشعر دائما أن التأكد من أن تعظيم الأرباح اليوم هو، أيضا، مسؤولية رئيسة.
اعتقد انه من السهل على هيئة إدارة منظمة أن تنوم مغناطيسيا بخطط طويلة الأمد. فهي تكون على الورق، على الأقل، دقيقة ومتقنة- ودائما تنجح.
8. تذكر الأساسيات: لقد كنت دائما من المعجبين ب (فينس لومباردي)، القائد العظيم الراحل لفريق كرة القدم الأمريكية (غرين بيه باكرز). فبالرغم من أن فريقه كان يمتلك أساليب هجوم متنوعة، على الأقل في تلك الفترة من الزمن، فان قوتهم الحقيقية كانت تكمن في التزامهم بأساسيات لعب كرة قدم قوية، صد ومسك وتنفيذ لعب جيد وانضباط ذهني. لم يكونوا ابرع فرق كرة قدم عصرهم، ولكن مشاهدتك لهم وهم يكتسحون بقوة لاعبي الهجوم، يدفعونهم ويعرقلونهم، كان كمشاهدة شيء رائع الجمال، لقد كان أيضا سلاح دفاع فعالا بشكل مدمر.
في نهاية المطاف ، فان الإدارة هي نظام القيم والقرارات، ولهذا السبب ، في النهاية، يجب أن تكون نفسك.
وهذا ما يقودني إلى أفضل قاعدة في الإدارة: قم باختيار أسلوب ترتاح في والتزم به. يمكنك أن تختار نماذج تقتدي بها، ولكن لا تحاول أن تكون شخصا آخر. كن نفسك، وابق طبيعيا، وابتسم أحيانا!
قيادة ذكية:
لكي ينقذ شركة (كرايزلر) التي كانت على وشك الإفلاس، خفض (اياكوكا) راتبه إلى دولار واحد كجزء من برنامج تقشفي. وهذا اظهر أيضا انه كان جادا عندما اخبر موظفي النقابة: "أيها الشباب، لدي مسدس مصوب على رؤوسكم، لدي الآلاف من الوظائف متوفرة مقابل 17 دولارا في الساعة، وليس لدي عمل مقابل 20 دولارا.
بيتر كراس.
0 comments:
Post a Comment