
بقلم: كمال سعد
كل الصفات تتواضع أمام هذا القاتل الرهيب باروخ جولد شتاين، فالوحوش الكاسرة تصبح في نظرنا كائنات مسالمة أمام فعلته الردية، لان الوحش يرتوي بدم الفريسة الواحدة، أما هذا الشيطان فقد شق طريقه وقت صلاة الفجر، بلحيته الكثة، وملابسه العسكرية، وطاقيته الصهيونية، وعندما هم المصلون بالسجود بين يدي الله، ولمست جباههم الأرض، فتح عليهم النار بسيل من الطلقات، ولم تشفع عنده صيحات الضحايا وهم يزحفون على ركام من الجثث، فراح يعمر بندقيته ليواصل مهمته الغبية، ولم يكفه هذا الكم الهائل المتناثر من جحيم الرصاص فراح يقذف-حسب روايات شهود عيان-بثلاث قنابل يدوية، ولم يسكت إلا بعد أن ضربه احد الجرحى فوق أم رأسه بعامود حديدي كان بالصدفة في احد أركان المسجد!
إن هذا الدموي الشاذ لا نظير له في كل سجلات التاريخ، فكل السفاحين المشهورين يتحولون أمامه إلى صبيان وتلاميذ بداية من هولاكو وتيمورلنك وايتلا إلى قائد الجستابو "هيملر" وقائد معسكرات النازي للتعذيب في بولندا "هانز فرانك" الذي كان يستجيب لهواية ابنه الدلوعة في الرماية فيُحضر له كل يوم ثلاثة من الأسرى يربطهم في شجرة ليتعلم فيهم الولد الضرب في سويداء القلب!
باروخ جولد شتاين لم يكن مجنونا، بدليل انه اختار يوما تاريخيا عند اليهود يرتبط بانتصارهم على الفرس، كما اختار يوما لتجمع اكبر عدد من المسلمين يتوافق مع الجمعة الثانية في الشهر الكريم، وهو-كذلك-عضو بارز في جماعة متعصبة تضم اشد اليهود ضراوة ممن يعيشون في حي "بروكلين" بنيويورك، وقد خرجت تلك الجماعة من رحم حزب كاخ الذي أسسه عميد الارهابين "كاهانا" وأطلقت على نفسها اسم "كاهانا شاي" أي "كاهانا ما زال يعيش" ورفعت شعارات عنصرية مخزية، تصفق في مجملها لشلالات الدم، وتهدف بالدرجة إلى قذف العرب من كل شبر في فلسطين بالطرد أو القتل أو الترويع!
لقد تآمر هذا السفاح القذر على مسيرة السلام....
هكذا جاءت شهادات جرحى المذبحة، الذين قالوا أن حصر عدد القتلى والجرحى لم يكن دقيقا، لان أهل الشهداء كانوا يدفنون ضحاياهم في عجلة حتى يهربوا من التدخل الإسرائيلي بالتحقيق والإجراءات، ولهذا فان العدد الحقيقي يزيد عن 400 قتيل وجريح... وقالوا-أيضا-أن هذا الدموي لم يكن وحده في ساحة الحرم، بل كان معه شركاء يصوبون بنادقهم لكل من يحاول الهرب!
اه يا باروخ يا ابن الملعونة... صحيح انك رحت في ستين داهية، ولكننا نعلم انك تترك خلفك في المستوطنات ألف باروخ وباروخ... كلهم على استعداد لتكرار الحادث بصورة أبشع!
لقد تخضب غصن السلام بالدماء.... فهل ينجح المتطرفون في وقف المسيرة؟!
0 comments:
Post a Comment