
شاكر السلباوي "نموذج متكرر في المجتمع قد تراه في الشارع وهو يسير عكس الاتجاه أو بين السيارات لأنه بل يعترف بأية ضوابط نظامية أو أية تعليمات للمرور، وقد تشاهده بجانبك في الأتوبيس متفرجاً على كل ما يحدث دون أدنى تعليق او حتى تحذير للراكب الذي اخرج النشال أحشاء جيبه، وأحيانا تراه ملطوعا في طابور الجمعية لا يبيع و لا يشتري، أو محتلاً مقعده الدائم في المقهى، أو بجوارك في المكتب تاركا دوسيهات الناس وغارقاً لشوشته في حل الكلمات المتقاطعة و متابعة آخر أخبار "النميمة" ومقاسمة زميلته "البطة المنزلية تفيدة هانم" في ساندوش باذنجان او طبق فول بالزيت الحار خصوصي من عند "الجحش" أشهر "فوَيل" في عموم مصر!
اختار لنفسه طريقا واضحا لا لبس فيه... فكل شيء في نظره لا يساوي عنده إلا كلمتين: "طظ..فش"... فالسياسة الدولية لا تعنيه من قريب أو بعيد... ولا فرق عنده بين يلتسين وإسماعيل يس... ولا يهمه الحصول على البطاقة الانتخابية لممارسة حقه الدستوري ما دامت لا توجد لها مزايا مثل بطاقة التموين...
ولو سألته عن توفيق الحكيم ويوسف إدريس والعقاد وطه حسين لاستكبر على نفسه وقال مثل عبد الوهاب "لست ادري" انه لا يعرفهم، أو قال لك دون تردد أنهم كانوا اكبر تجار مواشي في بلدنا!
من مزايا أخونا "شاكر" انه ماكينة إنجاب بشري قوة 16 حماراً لا تنافسها أشهر بطارية أرانب بلجيكية، فهو طالع مخلف، نازل مخلف، ولتذهب جهود تنظيم الأسرة إلى الجحيم، ما دامت شوارعنا ونواصينا ومواقف الأتوبيسات ستزدحم في السنوات القادمة بذريته من ماسحي الاحذبة والباعة السريحة!
التقى مرة-مصادفة- بمذيعة سالته عن أغلى أمانيه، فقال لها ببلادة: "يا ريت يخفضوا وقت العمل لأقل من 27 دقيقة في اليوم، ويزودوا عدد المقاهي علشان سعر المعسل ينزل، ويخلوا العلاوة الدورية حسب الفصول الأربعة أربع مرات في السنة، ويقبضونا مكافأة متينة عن كل طفل ننجبه بالسهر والدم والدموع...والمقويات"!
ولأنه فاضي-والفاضي يعمل قاضي- وأبو العريف في كل حاجة، فهو مصنع على ودنه لإنتاج الشائعات وشحنها، وتراه يتكلم بثقة وعنجهية عن أصدقائه المسئولين والمهمين الذين قالوا له-بصفة شخصية في قعدات المزاج- كلاماً موزوناً، مع ان اكبر مسئول عرفه في حياته كان دلالاً أمام الجمعية الاستهلاكية ثم اعتزل فجأة وأصبح مسئولا عن جلب الهيروين!
وقد يقول قائل: كم يكلفنا شاكر السلباوي وأمثاله الذين يمثلون الجانب السلبي في المجتمع!
وهنا أقول بكل صراحة إنتاج وعرق وجهد وفكر مصر كله... فأمثال "السلباوي" يشبهون عندي مركبا مزدحما بالركاب الذين ناموا بأكملهم مثل تنابلة السلطان وشبعوا تشخيرا، بعد أن اطمأنوا إلى أن الملاح الذي سيجدف بهم وسط العواصف والأمواج سيوصلهم إلى بر الأمان... متناسين أن السلبية لن توصلهم أبدا إلى أي شاطئ!! وابقوا قابلوني لو فلحتم!!
0 comments:
Post a Comment