
بقلم: د. تامر احمد
يزيد من هذا الشعور المؤذي هذا الكم الهائل من الأغاني التي يزخر بها تراثنا العظيم... فما أن يسمع الشاب عبد الحليم يقول (أول مرة تحب يا قلبي) حتى يصاب بهرش واكلان حاد في البطين الأيسر رغبة منه في تجربة هذا الذي يقال عنه حب....
أما الفتاة فهي تسمع شادية ونجاة واليسا وشيرين وهن جميعا يتقن للحب في أغانيهن مما يجعل قلبها مهيأ تماما للغزو من أي صايع يود تجربة الحب... وحين تسمع أغنية مثل أغنية أنغام (بعت لي نظرة.. بعت له) تعتبرها قمة الرومانسية... مع أن كل الناس ينظرون لبعض طوال الوقت ولم يجدوا في هذا حدثا استثنائيا يستلزم الغناء له ولكن الفتاة تهيم شوقا وانتظارا لمن يبادلها النظرات....
ومن أهم أهداف الحب لدى الفتى أن تكون له مغامرات مع البنات حتى يستطيع مجاراة أصدقائه في جلساتهم التي يحكون فيها عن مغامراتهم العاطفية بدلا من الجلوس صامتا كصينية بطاطس بالتقلية...
الاختيار
والشاب حين يسيطر عليه هذا الشعور يبحث عن أول أنثى يصادفها في طريقه ليحبها... وبالطبع لن يجد أمامه انسب من بنت الجيران... بغض النظر عن أية عوامل أخرى كان تكون مثلا وحشة وشرسة وعنيفة واسمها الحركي في المنطقة (المعلم حنفي) المهم أنها أنثى وصالحة تماما لتجربة الحب... خاصة بعد أن حلقت شاربها المميز، ساعتها ستزول كل الخلافات القديمة وستنسى الفتاة تلك الخناقة التاريخية حين عبر بها عن استياءه من إحدى تصرفاتها بتسع لكمات وشلوتين وقفا أحالوا وجهها إلى كفتة بالبرغل وبذل الأطباء وقتها جهدا خارقا حتى يعيدوا لوجهها بعض الآدمية... كل هذا سيُنسى ما دام سيصلح غلطته ويحبها....
تبدأ تلك المحاولات بالنظرات العميقة الثابتة فيتعمد الشاب الوقوف في الشباك أو البلكونة المطلة على جارته بالساعات متحديا الظروف الجوية المختلفة من حر خانق إلى برد زمهرير منتظرا تلك اللحظة التي تحن فيها الفتاة وتظهر في بلكونتها، ويبدأ مبادلتها تلك النظرات الثابتة كما لو كان ينومها مغناطيسيا، وقد تبادله الفتاة تلك النظرات من تحت لتحت تجاوبا معه... إلا انه في بعض الأحيان يظل متسمرا على نظرة واحدة لا تتغير حتى يهيأ لها انه أصبح تمثالا من الشمع، فتمل وتدخل من البلكونة وهو واقف كجنود التشريفة، وقد يظل الفتى ساعات طوال بعد غياب الفتاة متسمرا ولا يكون هذا بإرادته ولكنه حين يهم بالدخول يفاجأ أن عضلاته قد تيبست وأطرافه تجمدت من البرد القارص وتحولت المعاكسة إلى مسمرة في مكانه، ولكن كله يهون في سبيل الفاتنة ذات الذقن النامية والتي يلحظها الكل إلا ذلك المغفل!
بعد فترة من التسمر في الشباك يكتسب الشاب بعض الخبرة... فهو يعرف أنها تنشر الغسيل يوم الثلاثاء بالليل وتجمعه يوم الخميس بالليل وهكذا، فيأخذ كتبه ويربض في البلكونة في موعد ظهروها الأسبوعي، ويمر الوقت ولا تظهر ولكنه لا ييأس حتى يفاجأ بها وقد أشرقت في البلكونة.... ولكن لان الأوقات الحلوة لا تدوم فقد يظهر والده في تلك اللحظة الحميمة صارخا بصوت هادر يتجاوز حد الصوت ويعكر ماء الجير:
- انت بتعمل ايه عندك ياض انت؟
- هه..انااّاّ... باذاكر يا بابا
- بتذاكر ايه؟
يختلس نظرة إلى الفتاة المنهمكة في نشر الغسيل
- طرق النشر المختلفة في الحضارة الاّسيو-افريقية.
- اّسيو او.. دي في انهي مادة؟
- حساب المثلثات يا بابا.
- طيب يا ابني... ربنا يوفقك.
ينصرف الأب جازما أن ولده لن ينجح في الجغرافيا....
تأتي بعد ذلك مرحلة التتبع فهو يعرف مواعيد خروجها من المدرسة يوميا ويحرص على تتبعها على الرصيف الآخر كما يفعل المخبرون السريون المفضوحون، مفضوح لأنه يتعمد أن تشعر الفتاة بتتبعه لها كما يحرص المخبر أن يشعر المجرم بمراقبته له فيعدل عن عمل أية جريمة....
المهم أن الفتى يتبعها يوميا رغم أن مدرستها في العباسية في حين انه مفصول من المدرسة أصلا...
كل هذا على أمل أن تشعر به....
التقل صنعة
وفي الواقع هي تشعر به فعلا ولكن لان التقل هو أقدم صنعة في التاريخ، وهو طبع ثابت في حواء منذ قديم الأزل... من أيام الإنسان الأول الذي كانت الإنسانة الأولى تسوق عليه التقل في كل الأحيان رغم انه لم بكن في حاجة لمعاكستها فلا يوجد غيرهما في المجرة أصلا، حتى في المواقف الحرجة تجدها تسوق التقل ظنا منها أن الإنسان الأول يلاغيها في حين انه يحذرها من ذلك السبع الذي يوشك على التهامها.... ولكن حواء هي حواء.... يسعدها هذا الشعور بان هناك من يلاحقها ويتبعها حتى لو كان المتتبع هو سفاح المرج شخصيا... فهذا يرضي غرور الأنثى...
وهذا يثير تساؤلا خارج الموضوع... لماذا-برأيك-معظم ضحايا السفاحين من النساء؟
لان الرجل يقلق ويتوتر إذا شعر بمن يتبعه ويعمل على تحري الأمر...
أما المرأة فهي تتأكد أولا انه يتبعها هي بالذات... ثم تبدأ في الدلال وإظهار الرقة والاهتمام بذلك المتتبع وتبادله النظرات من تحت لتحت ثم تتجه إلى منطقة هادئة لتسمح له بالتعبير عن إعجابه بها وهو ما يحدث حين يقدر الاحتفاظ بعنقها الجميل في مقابر عائلته.
كل فتاة تتعمد الاحتفاظ بأي معجب يظهر في طريقها إلى الأبد أو إلى أن يظهر معجب آخر أفضل أو أغنى أو أشيك.... وهي تتَبع مع المعجب نظرية الحمار والجزرة... كلما شعرت انه ملَ من تقلها الزائد حنت عليه بجزرة متمثلة في نظرة بناتي بجانب العين... وهي النظرة التي لا يلحظها كثير من الشباب... أو ابتسامة بركن الفم كالموناليزا... لو كان للموناليزا أن تسكن بالشرابية.... فيتجدد الأمل في قلب الفتى ويهرع مثل الحمار خلفها حتى يوصلها إلى مستقرها الأخير سواء كان البيت أو المدرسة ثم يعود لأصدقائه فرحا بتلك المغامرة التي استطاع فيها تتبع الفتاة من البيت إلى المدرسة وبالعكس وذلك بدون أن يلمحه أباها الذي يلازمها في كل تحرك!
أما الجزرة التي تحن بها الفتاة بين الحين والحين على الفتاة المولع بها فهي هدفها كما قلنا فقط الاحتفاظ به كعضو عامل في نقابة المعجبين بحضرتها حتى يأتي صاحب النصيب الحقيقي ويخطفها.
الصدمة
ويظل الحال على ما هو عليه لفترة طويلة... مجرد نظرات وابتسامات من بعيد لبعيد، ويستمر هذا لعدة أشهر أو أكثر... وبعد سنة أو يزيد توافق على إشاراته لها بتبادل بعض الكلمات... ويطير الفتى من السعادة ويعد هذا نصرا مظفرا... لكنه يفاجأ أن ملخص حديثها أن هناك من طلب يدها للزواج وتطلب منه الكف عن ملاحقتها، وأحيانا تلجا الفتاة إلى إرسال رسالة مشفرة على طريقة "نشركم على حسن تعاونكم معنا كمعجب خلال السنة الماضية...إمضاء: حواء".
مرض الحب
والعاشق يفقد القدرة على التمييز الصحيح وتنقلب في عينيه الحقائق فالبنت الوحشة تصبح ملكة جمال وكل العيوب تنقلب بقدرة قادر إلى مميزات، وهذا يجرنا إلى السؤال القديم في الأغنية (مين السبب في الحب القلب ولا العين؟) والإجابة هي انه لا القلب ولا العين ولكنه العقل الذي أصابته لوثة وأصبح حكمه على الأشياء لا يفرق كثيرا عن حكم أي ضفدعة.
والبشر يحبون منذ قديم الأزل، ولا احد يعلم ما هو الحب، والأخ كيوبيد طايح بسهامه في كل اتجاه فلا يردعه رادع لو يمنعه مانع، ولا احد يقف في وجهه ليقول له لا، وقال يا كيوبيد ايه كيبدك قال ما لقيتش حد يلمَني.
ويجب أن نفرق تماما بين الحب والزواج ونتعامل معهما باعتبارهما موضوعين منفصلين تماما، وننهي تلك الفكرة الخاطئة أن الحب سبب والزواج نتيجة مثل ذلك الشاب الذي كان يحدث حبيبته متغزلا:
- انتي عمري... ما اقدرش أعيش من غيرك، ومستعد أضحي بحياتي علشانك.
- افهم من كده انك عايز تتجوزني؟
- مش عارف ليه دايما بتغيري الموضوع.
وحين تسال العاشق عن مواصفات محبوبته فهو يكذب ويتجمل ويُجمل الإجابة بنسبة تزيد على التسعين في المائة بالمستوى الرفيع، وهنا يجب أن تكون فطنا وتخصم كل درجات الرأفة من كلماته لتعرف الحقيقة...
فحين تسأله عن مستوى جمالها ويجيبك (هي جميلة طبعا لكن مش أي حد يقدر يشوف جمالها) وكان جمالها بالحبر السري.... اعرف ساعتها أنها سوداء جرداء كملكة جمال تنزانيا، وإذا سألته عن طولها فأجاب (يعني مش طويلة قوي) فلتوقن أنها قصيرة وقزمة ولا يتعدى طولها 120 سم مربع، أما إذا سألته عن أخلاقها فقال إنها متحررة قليلا فاعرف أنها من هواة البكيني والميني جيب، وأنها تعتبر الاسترتيش قمة الحشمة، والحجاب حجاب القلب!
وهكذا تظل وراء كلامه تفنده وتحذف منه لتعرف حقيقة من يحب.
والحب يعتبر مصيبة على كل الأصعدة، فالأب يجد نفسه يدفع دم قلبه فواتير تليفون مفاجئة بدون أن يعرف السبب، والأم تجد ابنها يستنزف أموالها ويبتزها ولا اخطر رئيس عصابة ليستطيع الصرف على حبيبة القلب، أما الأصدقاء يا عيني عليهم....
فالعاشق يطلع عين أهل أصدقائه في كل الأحوال... فهو يطلب منهم طريقة ليتعرف على فتاته، ثم طريقة لجعلها تحبه، ثم البحث عن وسيلة تجعل أهله يوافقون على ارتباطه بها، ثم يطلب منهم مساعدته في البحث عن شقة للزواج، وفي النهاية يطالبهم بوسيلة للتخلص منها!!
البعض قال أن الحب مرض خطير أو متلازمة أمراض تصيب العقل والقلب والعين له علامات وأعراض تماما مثل الحصبة إلا أن الحصبة لها علاج!!
ومرض الحب واسمه العلمي (الغرام) يعتبر من اشد الأمراض فتكا بالقلوب، وخطورته انه يصيب نسبة عالية جدا من التعداد السكاني في كل بلاد العالم وضحاياه يتساقطون بالملايين في كل عام، كما انه مرض معدي والكارثة أن معظم ضحاياه من الشباب، والأدهى من ذلك أن المريض... العاشق لا يفكر ولا يرغب أساسا في العلاج، ولا يعرف انه مريض ويتمادى في اللقاء بحامل المرض... حبيبته... حتى يستفحل وينتشر في أوصاله ويصل لمرحلة لا رجاء من الشفاء فيها .... لذا وجب مواجهته ذلك المرض ومحاولة الحد من انتشاره.
وأعراض الحب كثيرة ومتنوعة.... فهناك تلك اللوثة التي تصيب العقل فيفقد القدرة على التمييز، بالإضافة إلى ضعف شديد في الإبصار يصيب العين فلا ترى بوضوح، كما يحدث زيادة في ضربات القلب.... وارتفاع حاد في ضغط الدم.... وتنميل في الأطراف.... وقد تنتهي تلك الحالة بالزواج لا قدر الله!
وهناك رواية عن طبيب زار عنبر الحالات الخطرة وقد اشرف ثلاثة رجال كبار السن جدا على الموت... فسال كل منهم عن سبب تدهور صحته...
- أجاب الأول: الخمر... فقد كنت اشرب الخمر ولا أفيق منه.
- وكم عمرك؟
65 سنة.
- وقال الثاني: المخدرات التي سطلتني وأضاعت صحتي.
- وكم عمرك؟
88 سنة.
- وقال الثالث: (وكان يبدو أكبرهم سنا وأعجزهم): النساء فقد تزوجت أربع مرات.
- وكم عمرك؟
32 سنة!!!
والحب يصيب بغيبوبة مؤقتة لفترة زمنية غير معلومة يغيب فيها العاشق عن الوعي تماما ويفيق بعدها ليجد انه قد تورط في خطوبة ووعد بالزواج، وقد تتأخر تلك الإفاقة ليستيقظ الشخص فيجد له نصف دستة أشرار وكرش ضخم وثلاجتان في المطبخ إحداهما 8 قدم تعمل بالكهرباء والأخرى 8 طن وتعمل بالمحشي.
مواسم الحب
ولمن لا يعرف ففيروس الحب له مواسم ينشط خلالها أهمها موسم الصيف وتحديدا في المصيف، فالشباب يذهبون إلى المصيف أساسا للحب وبالمرة نزول البحر وممارسة طقوس المصيف.... ولان معظم الشعب من الموظفين الذين لا تزيد مدة مصيفهم عن أسبوع أو عشرة أيام على أحسن تقدير، فقصص الحب يجب أن تنمو وتنضج بسرعة عشان ما فيش وقت... فهو حب تيك اواي لزوم المصيف...
تجد الفتيات يمارسن كل طقوس الدلع ويستعرضن أزيائهن وملابسهن... إذا اعتبرنا المايوه من الملابس أصلا.... في محاولة للفت أنظار الشباب الذين لا يدخرون وسعا في استعراض عضلاتهم ونظاراتهم الشمسية الأصلية وارد أرصفة العتبة، والسباق هنا يكون محموما للغاية.... فالشاب يرمي بشباكه على كل من يقابل من الفتيات لأنه لا يعرف من منهن ستستجيب لمحاولاته، والفتاة تعطي الضوء الأخضر لكل من يشاغلها تمهيدا لدراسة ملفاتهم وفحصهم فيما بعد لاختيار الأنسب.
ولأنه لا يوجد متسع من الوقت فنجد مراحل الحب تمر بسرعة رهيبة... فالنظرة الأولى تكون في الصباح وأول كلمة تكون في مساء نفس اليوم وتاني يوم يكون أول موعد وبعد يومين الاعتراف بالحب وتبادل أرقام التليفونات، مشي حالك يا أستاذ مفيش وقت.... مع وعود أكيدة باللقاء بعد العودة من المصيف.
بعد المصيف يعود كل طرف ويعيد التفكير في تلك العلاقة السريعة ليقيَم هل ما شعر به كان حبا بالفعل أم كان مشاعر موسمية كفاكهة الصيف التي سرعان ما تختفي... إذا كان سعيد الحظ سيكتشف زيف تلك المشاعر، إما إذا كان العكس فهي مصيبة.
وهناك مواسم أخرى للحب مثل بدء الدراسة الجامعية وعيد الحب وأعياد الميلاد والأفراح... وقد أشار د. احمد خالد توفيق إلى موسم آخر هو نهاية الشتاء وبداية الربيع.... الحب الذي يعذب الطلبة في مارس وابريل ويؤدي إلى رسوبهم في يونيو.... كلها فرصة لنمو وترعرع جرثومة الحب في القلوب.
روشتة العلاج
وهناك طريقتان للقضاء على الحب.... طريقة مرة وطريقة شديدة المرارة، الأولى هي الفراق.... أي استئصال المحبوب من حياة المحب تماما حتى ينسى شعوره هذا، وهذا يستغرق وقت وجهد ولكنه ناجح وفعال، وهو يشبه أن تكوي الجرح لكي تطهره من الجراثيم... أما الطريقة الأخرى فهي الزواج.... وهذا يشبه أن تترك الجرثومة تعمل عملها في الجسم فتقضي على القلب والحب واللي بيحبوا، لذا وجد العلماء انه من الأفضل أن تتجنب الحب أصلا حتى لا تضطر أن تختار من بين الطريقتين سالفتي الذكر.
والسؤال.... كيف نقي القلب من الحب؟
لا تفكر في الحب السينمائي الذي تراه في الأفلام... فهذا حب غير واقعي... الحب الذي كله تسامح ووفاء وإخلاص نادر الوجود... الحب الذي تكمن مشكلته الوحيدة في رغبة شرير الفيلم في الزواج من البطلة التي تحب البطل... فالحب الحقيقي مليء بالمشاكل بين كل الأطراف، فنجد خلافات بين والد الفتى ووالد الفتاة، ومشاكل بين والدة الفتى ووالدة الفتاة...ثم مشاكل بين والد الفتى ووالدة الفتاة أيضا.... ومشاكل بين والدي الفتاة على الصعيد الآخر... ثم مشاكل بين الفتى و الفتاة شخصيا وبين جيران الفتى وجيران الفتاة وتستمر المشاكل إلى ما لا نهاية.
وقد أوصى حزب العزاب في جلسته الأخيرة بإضافة جملة إلى أغنية محمد فؤاد الشهيرة (الحب الحقيقي) لتكون الأغنية: الحب الحقيقي.... بيعيش يا حبيبي... في المشمش يا حبيبي!
أيضا لا تنظر لأصدقائك من المحبين بحسد مرددا قصيدة احمد عدوية الشهيرة (كل الأحبة اتنين اتنين.. وأنا يا عين ما ليش حد) إذ ستتحول الأغنية على لسان أصدقائك بعد زواجهم إلى (إحنا يا عيني اتنين اتنين... وانت يا بختك ما لكش حد يا ابن المحظوظة).
- أول خطوة في الوقاية من الحب هي التشخيص المبكر... فحين تجد انك ترتاح لفتاة معينة وتسعى لرؤيتها بدون إرادة منك فتوقف واسأل واستشر اقرب متخصص في شؤون الغرام، ولا تفعل مثل كل العشاق الذين يلجئون للمتخصصين بعد فوات الأوان، حين لا يستطيع أن يمر عليه بدون رؤيتها ويتوهم انه لن يعيش بدونها... هنا يكون قد سبق السيف العزل ويصبح العلاج صعبا جدا.
- الخطوة الثانية هي أن تحلل شعورك نحو أية فتاة، يعني ما فيش حاجة اسمها (أنا بحب البنت دي) لا يوجد شيء مطلق.... يجب أن تعرف ما الذي يعجبك فيها بالضبط... هل شكلها أم ستايل ملابسها أم طريقة كلامها أم... وهو المستحيل... طريقة تفكيرها، فالمرأة لا تستخدم رأسها إلا لتعليق بنس الشعر به ونادرا ما تستخدمه للتفكير ( في كيفية تنغيص حياة الزوج غالبا)، بعد أن تعرف ما الذي يعجبك تأتي الخطوة الأهم وهي أن تحدد ما الذي لا يعجبك بالضبط، وأرجوك أن تفكر جيدا ولا تهمل أية تفاصيل قد تبدو لك تافهة أو قابلة للتغيير، فلا تهمل مثلا كونها بيئة ووحشة وسليطة اللسان ولا تجيد الطهي ظنا منك انك ستستطيع أن تغير من تلك الطباع فيما بعد إلى ما يرضيك، فدماغ المرأة مثل الزلطة صعبة التغيير، والعاقل فقط هو من يدرك استحالة تحويل الزلطة إلى اسفنجة إلا باستخدام التفتيت النووي وهو خيار صعب ومكلف ولكنك-أعدك-ستفكر فيه جديا بعد الزواج، وقد تلجا ساعتها لحل أسهل وأوفر وهو ايد الهون.
- ثالث خطوة هي أن تستمع جيدا لأراء ونصائح من حولك... فهم اقدر منك على الحكم على الأمور وذلك لأنك تنظر من منظور ضيق للغاية بينما هم يرون الصورة كاملة بعيدا عن أي مشاعر... ولو أخبرك احدهم أن الصورة هباب بعيد عنك يجب أن تستمع له ولا تنظر له على انه عزول أو حاقد...
- هناك نصيحة مهمة... لا تنقل لمحبوبتك آراء أصدقائك فيها بكل أمانة وعبط... فهذا يكشف للعدو-حبيبتك-طريقة تفكيرك وسيجعلها تعد الخطط المضادة للتصدي لها، كما أنها قد تلجا للتشكيك في حب أصدقائك لك وستهتف من وسط دموعها بشحتفة أنهم يحسدونك على حبك... باعتبارها مطمع يعني... لذا احتفظ بكل الآراء لنفسك لتقرر مصيرك بكل حرية، واليك بعض الأقوال من السلف العازب قد تعينك على اتخاذ القرار المناسب:
- صدقني إذا كان قرار الفراق مؤلم فان قرار الاستمرار أكثر إيلاما.
- إذا اقتنعت بالزواج فانظر لتكشيرة أي زوج وتخيل شكلك بهذه التكشيرة وحاول أن ترى ما وراء التكشيرة من مشاكل وخناق ونكد أزلي... لو مضيت قدما بعد هذا فلا تلومن إلا نفسك.
- تمعن في القول المأثور (امشي في جنازة ولا تمشي في جوازة) لتجد انه لم ينبع من فراغ.
أما إذا كنت ا قدر الله قد وقعت في الحب واللي كان كان فلك مني كل الشفقة.........
0 comments:
Post a Comment