الطابق الرابع

 دخلت المصعد مع زوجها .. ضغط على زر الطابق الرابع .. تذكر فجأة انهم يقطنون بالطابق الثاني .. ضغط بسرعة على زر الطابق الثاني قبل ان يتحرك المصعد .. نظر اليها ونظرت اليه ..ابتسم هو بينما أطلقت هى ضحكة كبيرة .. أخبرته انه يبدو وكأنه فاقد للذاكرة.

هو لا يشغل ذهنها كثيراً .. إنه زوج .. موجود .. متاح .. يشغل فقط حيزاً ضيقاً بعد اهتماماتها بنفسها وأطفالها والبيت والمجاملات العائلية والمشتروات لزوم المقارنات النسائية .. هو فى آخر القائمة .. هو يؤمّن كل ذلك لها وعندما يريدها لا يجد غير بقاياها.

جاءتها أمها في المنام تحذرها من إهمال زوجها .. لكنها لم تكن تصدق مثل هذا الهراء .. بل إنها لم تحادث أمها في ذلك الأمر عندما كانت تقابلها .. يتكرر الحلم بينما هي تزيد من إهمالها له .. جاءتها امها ذات يوم في المنام غاضبه لكنها لم تتكلم مثل كل مرة .. ظنت أنها تناولت عشاءاً ثقيلاً.

يدق جرس الباب .. إنه عامل توصيل الطلبات الخاص بالمطعم المجاور .. قالت له انها لم تطلب طعاماً .. بينما يؤكد العامل ان زوجها هو الذي طلب هذا الطعام .. لم تكن تتخيل انه قد تزوج من تلك الارملة التي تقطن بالطابق الرابع...
أحمد القاضي

0 comments:

Post a Comment