الروش



بقلم: نهى احمد علي

دمعت عينا (مجدي) وهو يتذكر للمرة السابعة عشرة رد (نرمين) عليه عندما صارحها بحبه لها:
- آنسة (نرمين)
- يس
- سلاموا عليكوا
- هاي....
- أنا....ا....أنا
- خلَص....
- أنا معجب بيكي و......
قاطعتني ضحكتها الساخرة المائعة وحطت يدها في جيب بنطلونها الاسترتش وقالت:
- انت؟ انت معجب بيا أنا؟!
- ايوه ونفسي أتكلم معاكي و.....
- كمان تتكلم معايا I'm sorry انت مش روش....
وتركتني ورحلت وأنا لا افهم وروحت وما زلت لا افهم....ووجدت الحل.... عديت على صاحبي (وائل) وحكيت له على كل حاجة فضحك أوي السافل وقال:
- انت الغلطان من الأول لو كنت قلتلي كنت قلتلك تعمل ايه....
- كنت هتقوللي ايه يعني؟؟
وضع رجل على رجل فظهر قطع في بنطلون البيجامة المخطط فشخطت فيه وقلتله ينزل رجله.... وهو ينزلها طار شبشبه الزنوبة ليستقر في حجر العبد لله....
- لم حاجتك يا ابن العبيطة انت.......
- ايه يا (أبو الأمجاد) واحدة واحدة علينا أمال ما أنا بمخمخ لك اهه....
- ايه بقى الحل دلوقتي؟
- الحل انك تبقى روش.....
- اعمل ايه يعني؟
- ده هيتم على مراحل، أولا: لازم تلبس لبس غير اللي انت لابسه ده.......
- هو أنا لابس (لاسه) يعني ما انا لابس قميص حرير وبنطلون اهه، والقميص مشجر كمان يعني هي دي مش... مش.... هو المصدر بتاع روش ايه؟
- المصدر؟ هه روشنة يا خويا....... ثم ايه الهبل ده؟ ايه القميص بتاع النساجون الشرقيون اللي انت لابسه؟ وايه البنطلون العر ده؟!
- يا معفن أنا بنطلوني عره، وقميصي من عند النساجون الشرقيون.....
- بصراحة اّه، وده كوم والمركبتين اللي في رجليك كوم تاني يا عم دي شبه جزمة فطوطة.......
- يعني انت شايف إن هوه ده السبب في رفض (نرمين) ليا؟
- ده واحد من الأسباب......
- طب البس ايه؟
- بنطلون باجي أو صاعقة وتي شيرت كات ولا كوتونيد ولا مكس ولا فيرساتشي وجزمة كوتشي.
- هه؟!
- ايه يابا البلاهة اللي اترسمت على وشك دي؟ هشرحلك بعدين.
- هو عشان انت ابن ناس أعلياء هتتأنعر على العبد لله، اكمن أبوك موظف درجة خامسة وأبويا درجة 114.
- لازم تتكلم بطريقة مروشنة في ألفاظ معينة لو قلتها البت هتعرف انك روش.
- زي ايه؟
- مثلا كلمة (بيئة) يعني واطي ودي شتيمة روشة وكامة (كفحتجه) يعني بلطجة وكلمة (نهوبص) و (نهيس) يعني نقول أي كلام هاه كله في الايته؟
- نعم؟!
- يعني كله تمام؟
- اّه ....
- بالنسبة لثقافتك.... لازم تبقى ثقافة روشة يعني تسمع شرايط كاسيت روشة تشوف أفلام فيديو روشة (طبعا انت فاهم قصدي) وتروح أماكن روشة وتسرح شعرك يطريقة روشة وتحلق دقنك بطريقة روشة.
- حيلك..... حيلك.... واحدة واحدة شرايط كاسيت ايه دي اللي اسمعها؟
- (مايكل جاكسون) و (مادونا) و (بابا اوبح) والله له وقريب ولا بعيد والأغاني دي... وأنا عليا الشرايط... وتروح النادي اللي هي مشتركة فيه وتغني قدامها الأغاني دي وتلعب تنس وتقص شعرك زي كاظم الساهر وتحلق دقنك زي دوجلاس و........
- استنى بس.... منين ده كله.... ما انت راسي ع البير وغطاه....
- عيب يا جدع.... إحنا اخوات كله عليا... وهنبدأ التنفيذ من دلوقتي يلا ننزل نشتريلك هدوم جديدة بدل هدومك دي اللي طالعة من بق كلب....
- أنا روش!
بقيت روش.... البنات هيموتوا عليا، أي حد دلوقتي يعرف (مجدي أبو المجد).... أي بنت تسمع اسمي تدوخ.... ذليت (نرمين) اللي جت تتذلل لي.... قلتلها إنها بيئة واني مقدرش امشي إلا مع واحدة روشة.... وبكت وسمعت بعد كده إن جالها انهيار عصبي....
لا حول ولا قوة الا بالله.....
- I'm sorry كلاكيت تاني مرة:
جاءت فتاة اسمها (ماجدة) ودار بيننا الحوار التالي (اللي عمركم ما سمعتوه قبل كده):
- أستاذ مجدي.
- يس.......
- مساء الخير....
- هاي....
- أنا..ا....أنا....
- خلَصي....
- أنا معجبة بيك و....
قاطعتها بضحكتي الساخرة وحطيت ايدي في جيب بنطلوني (الباجي) وقلت:
- انتِ؟ انتِ معجبة بيا انا؟!
- ايوه.... ونفسي أتكلم معاك.....
- كمان تتكلمي معايا I'm sorry انت مش روشة....

لأني مثقف



بقلم: محمد فتحي

لأني مثقف فانا لم أتزوج أو ارتبط حتى الآن.... إلى أن قابلتها....
تعرفت عليها في المكتبة.....
إن من تقضي ثمانية ساعات في المكتبة العامة لهي دودة قراءة منقرضة في هذا العصر الانوي اللامثقف!!
وبدون مقدمات أحببتها.... نظرة واحدة لعينيها كانت كافية لان اقرأ (أطلس) العشق الذي لم اعرفه من قبل...
وعرفت أن اسمها (مي).... يا للصدفة المنتقاة بعناية اختيار سلالات هجين البسلة في تجارب مندل!!
اسمها (مي)... اسم يذكرني ب (مي زيادة)... وللصدفة (ذات الوصف السابق) اسمي (عباس) ولكن ليس العقاد طبعا...
وهكذا ترددت خطواتي المشتاقة على المكتبة لثلاثة أشهر عشقا مني لرؤية (مي) من بين شرنقات المعرفة الإنسانية.... ولعلها لاحظت نظراتي الديناميكية المتغيرة التردد إليها، وهو ما جعلني أقدم على اتخاذ خطوة في الطريق الايجابي...
لقد عرفتها بنفسي وفوجئت بأنها- ويا للصدفة التي سبق وصفها- تعرفني... بل- ويا للثقافة المندثرة- تسمع عن مؤلفاتي في شتى مجالات العلوم.
ويوما بعد يوم توطدت علاقتي بجلجلاتها الأسطورية....
أناملها المقدسة التي تصافحني في اغتراب منفى للا كونية العشق الأزلي!
شعرها الذي يتطاير- بفعل خلطة الغازات الهوائية- ليأخذ قلبي في رحلة إلى مدن الشوق اللا مرئية ثم يعود به مرة أخرى إلى واقعه عديم النظرة البؤرية المركبة!!
عينيها.... تلك الأطياف السرمدية التي تبعثني طفلا يسبح- دائما أبدا- في دموع نهر المعرفة!!
باختصار..... أنا اعشقها....
ثم إنها جميلة وتتردد على المكتبة يوميا قاضية فيها وقتها كله تقريبا...
قلما تجد فتاة تجتمع فيها الثقافة مع الجمال في عصرنا هذا، ولكنني وجدتها قبلك...."مي".....
على الفور تقدمت لها.... ودون بيروقراطية أسرية بغيضة وافقت عائلتها.... وهكذا جاءت تلك الفترة كي تكون أجمل أيام عمري.... ثم صارت أسوأها.....
لقد اكتشفت أنها كانت تتردد على المكتبة لأنها تعمل هناك.....
ولكن الكارثة الكبرى اتضحت لي فيما بعد، لقد تيقنت أن معلوماتها العامة إلى جانب معلومات أي طفيل أميبي متحوصل هي فاي الي اليسار.....
ولأنني عشقتها بحق فلم أيأس..... ولم اتركها....
لقد أخذت الأمر تحديا شخصيا..... سأجعل منها مثقفة لا يُشق لها غبار في فترة خطبتنا هذه التي كانت مثمرة فكريا بالنسبة لي.....
لقد كتبت فيها أجمل قصائد الشعر العربي الحداثي، وأهديتها إلى (مي)..... ونالت قصيدتي (الباصقون على ظلمات القلب) إعجاب النقاد الذين قالوا عنها أنها "انقلاب في الشعر العربي الحداثي والمعاني النائية عن فكر اللا انتماء الذي ساد الحقبة الزمنية الراهنة".
وهكذا كتبت قصيدة أخرى كان لها نفس ثناء سابقتها.... ثم قصيدة ثالثة ورابعة وخامسة..... وأخيرا المعجزة الشعرية "المتبولون على أطلال الذكريات"......
وكانت صدمة أخرى.....
لقد أهديت القصيدة الأخيرة أيضا إلى (مي) ولكنها لم تفهم منها شيئا يُذكر.....
ارايتم المهزلة الأوتوقراطية لهذا الحب الأفلاطوني منقرض الأجواء؟
ولكن لا....
لقد تشرنقت على نفسي وتحوصلت مع أبحاثي المستفيضة في مجالات العلم الموسوعية كي اعد لها المنهج الذي سيجعلها مثقفة بالصف الأول لرعيل المثقفين المبتدئين.....
وهكذا أخبرتها بان استمرار علاقتنا مرهون بانتهاء تلك الشيزوفيرينا الفكرية التي أحدثت انقساما في وحدتنا العضوية للبنية العشقية التحتية!!
ولأنها تعشقني فقد رضخت للأمر....
ولثلاثة شهور انكبت على القراءة والدراسة المكثفة حتى تصبح ذات شخصية اعتبارية ثقافية يُؤخذ بأهليتها في شرفات القلب....
ثم قابلتها بعد انتهائها......
كانت علامات نجاحي ظاهرة على وجهها.... فقد اختفت الابتسامة اللقيطة اللزجة التي كانت محفورة ككتابات هيروغليفية عتيقة على شفتيها، ثم إن عينيها اختفت خلف عوينات أعطتها مظهرا ثقافيا متحدب الأهداب....
صافحتني بلهجة ثقافية ظاهرة وبانت على ألفاظها بوادر توحد اصطلاحي مع المجمع اللغوي!!
رحنا نتناقش لسويعات عن الفرق بين الديالوج الإغريقي والكتالوج الكيني، كما أنني انبهرت بوجهة نظرها الثاقبة في (أيدلوجية الإغريق والرومان لبناء عقل نابض بالعلاقات لا محسومة المنظومة الواعية والتي تأثر بها العرب).......
وهكذا استرحت.... وتسرعت في طلب تحديد موعد لزفافنا، إلا أنها فاجأتني بنظرة عشارية الأبعاد لا متناهية الضفة الشرقية للحائط الرابع....
من نظرتها تلك أدركت أن شيئا ما قد حدث.... شيء ما يرتبط بمحاولة فاضلة لإظهار بعد ثقافي جديد لجلستنا الرومانسية متعددة الرؤى التكنونية!!
عرفت أنها كتبت قصيدة رائعة أهدتها إلي.....
بدأت اقرأ: "سيبولون في سراويلهم ويبتلون.....
ويتألمون ويتقيئون
ويهاجرون إلى مسرح البالون،
اّها.... بداية حداثية اصطدامية مع الخبرات المتراكمة داخل عقليتي الشعرية العتيقة...
مسرح البالون..... لفظ جديد على الشعر الحداثي.....
"فاتركني وكن منهم....
واذهب إلى سرور الجحيم.....
أيها المافون"
لم أكد اقرأ السطر الأخير حتى فوجئت بها تقوم وتبصق على وجهي بصق تنين منقرض جف اللهب من لعابه... ثم إنها أردفت: "علاقتنا انتهت" .
تركتني وانصرفت وسط دهشتي ذات اللب الحائر.
تلك الوغدة....ال....ال.......
ملحوظة (السطور السابقة من كتاب اعترافات مثقف للراحل "عباس حداثه").......

سقط المثقفون ولو نجحوا



بقلم: محمد فتحي

درس جديد أيها العاشق العصري......
إياك أن تُظهر لها- حواء- ثقافتك (هذا لو كنت تحفظ ألف باء من أساسه)، بالله عليك يا أخي.... هل رأيت فتاة (من بتوع اليومين دول) تمسك كتابا للعقاد.....
أو رأيت زميلتك في الكلية مستغرقة في قراءة أي كتاب للأستاذ محمد حسنين هيكل..... لو انك رأيت هذه الأخيرة فيا بختك......
التنسيق خدمها وأدخلها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية!!
وللصراحة والأمانة لا احد يعرف لماذا الفتاة المثقفة في سبيلها للانقراض.....
بل إنها صارت تكره الثقافة والمثقفين لان الثقافة صارت بالنسبة لها (عقدة) لن تُحل ولو حتى في مسلسلات الدراما (الهلس) التي تراها في دنيتنا (وتلفزيوناتنا أيضا)......
تخيل نفسك تجلس جلسة شاعرية مع خطيبتك وتسألها بمنتهى البراءة عن (الديالكتيك) ورأيها في (استاتيكية العقل العربي).... طبعا ستكون هذه هي آخر جلسة قبل فسخ خطبتكما وقبل دخولك القصر العيني لأنها والله اعلم أعجبها سؤالك لدرجة جعلتها (تفتح قرنك)........
ومعظم الشعراء يكتبون الشعر في غير زوجاتهم.....و الأرجح أنهم يسترجعون أيام الشقاوة والجامعة قبل أن يكتبوا قصيدة رومانسية جديدة.... ثم إنهم- بكل دبلوماسية وذكاء- يهدون القصائد لزوجاتهم (عربون محبة) لاستمرار زواجهم دون منغصات.......
و (سقراط) الفيلسوف العظيم كانت زوجته (نكدية) و (كشرية) و (تاكل مال النبي) رغم إنها ليست من أصل مصري..... ولم تكن تحب فلسفته فقد كانت تراه (صايع) و (ضايع) يهوى الثرثرة عديمة المعنى، ولكن على الرغم من ذلك نحن نعرف (سقراط) والتاريخ يعرفه أيضا والأرجح لان التاريخ ليس امرأة عصرية.....
وبمنتهى الإخلاص أقولها لك... يجب أن تتنازل قليلا أيها العاشق العصري المثقف عند اختيارها......
فإذا اخترتها مثقفة يجب أن تتعود على رؤيتها يوميا دون أن تغمض عينيك لان الجمال والثقافة- في عصرنا هذا- لم يجتمعا بعد......
أما إذا اخترتها جميلة فيجب عليك يا همام أن تدرك جيدا أن ثقافتها هي (ثقافة جرايد) وان معلوماتها عن ذبابة (تسي تسي) هي نفس معلوماتك عن الخزف الصيني....
حينئذ فقط ستعرف وتدرك وتقتنع (شوف التكرار) بان المثقفون مهما نجحوا في حياتهم الفكرية والثقافية..... فسوف يسقطون في حياتهم العاطفية لأنهم- على الأرجح- ينتمون مثلك لمدرسة العشق العصري.......
وصحيح..... سقط المثقفون مهما نجحوا!!
أنا مثقف.......
وقلما تجد مثقفا في حياتنا العصرية متشتتة المراكز لا محورية الأهداف!!
المشكلة أن كل من حولي من الناس لا يستطيعون التعامل معي- مساكين- لا يعرفون قيمة الثقافة في تقدم الأمم والشعوب....
تخيلوا أن ما يقرب من 40% في مصر لا يزالوا يعانون من الأمية......
المشكلة الحقيقية تكمن في الأمية الثقافية.......
تصوروا....أنا.... المفكر المحترم وصاحب أعظم مؤلفات يتم القبض علَي في مترو الأنفاق لمجرد أنني احمل (شريط فيديو عادي).... يأتي إلي احد كبار رجال الأمن في (مصر) "أمين شرطة على الأرجح" ويطلب مني بطاقتي الشخصية....
تصوروا هذا الجاهل لم يعرف اسمي من الوهلة الأولى ولا حتى من الوهلات التالية.... كل ما فعله هو أن اختطف في لهفة شريط الفيديو من يدي المبدعتين ثم بدا استجوابي في مكتبه الفخم.......
بداية جميلة.... فهو من الذكاء بحيث يستنتج أن الشريط يحوي فيلما ولا يحوي فيلا أو غاز أعصاب ثم تهريبه من فساكونيا العظمى.... ولكن الأجمل انه رد على نفسه:
"فيلم ثقافي مش كده؟"
تعجبت منه ومن ذكائه المهيب:
- نعم... فيلم ثقافي... هكذا أجبته و....
- "مش عيب عليك يا بني ادم واحد في سنك يتاجر في الحاجات دي؟"
لم افهمه لأنه ببساطة أكمل خطبته العصماء على غرار خطب موبوتوسيسكو:
- "نبقى بنحارب المراهقين والشباب اللي عاوزين يفسدوا في البلد وسيادتكم تطلع المحرض... ايوه... انت المحرض والموجه ومدير الإدارة كمان"
يا لليوم عديم الاناء السعيدة.... ماذا يقصد هذا ال....ال...
- "بتتفرج على أفلام جنسية يا أستاذ.... وكمان يتاجر فيها"
انتقل جميع من في المحطة- (السادات) على ما أتذكر- إلى الغرفة بعد سماعهم لعبارة أفلام جنسية... بل لقد سمعت أن المرور قد تعطل في ميدان التحرير... وان زوار المتحف المصري طلبوا تنظيم رحلة إلى المكتب البهيج الذي أتشرف واقف أمامه بكينونة نافذة....
- "ايوه يا أستاذ بتفرج على أفلام ثقافية جنسية (هكذا قلت) انت مال سعادتك.... ايه... ما عندكش فيديو وعاوز تتفرج معايا؟
كاد يقبل يدي ويقول "نعم..نعم" إلا انه أزاحني من على المسرح قبل أن يرد علي... والواقع أن رده كان مقنعا للغاية، وعلى جميع الأصعدة الزمكانية للمتوالية الحياتية البارة...
في أسرع وقت ممكن تم اخذي إلى مكان ما (يبدو انه اكتشف حديثا في مجرة درب التبانة)... ثم دخل علي إنسان سفطاتي منغلق الكينونة وتحدث معي حديثا وديا خرجت بعده بكشف رائع للبشرية ألا وهو أن (الإنسان المصري أصله بالونة)...
المهم أنني خرجت من هذا المكان مع شريطي سبب المتاعب بعد أن شاهدوه... يا للمأساة الكونية!! ماذا لو أنهم قالوا أنهم مهتمين بالدورة الجنسية التناسلية لطُفيل (بلازموديوم الملاريا)..... هل كنت سأرفض إعطائهم الشريط...
شيء غريب جدا........

سنة أولى عشق



بقلم: محمد فتحي

أول شيء يجب أن تدركه وانت تضع قدميك على أول درجة في سلم مدرسة العشق هو انك تلميذ بليد... لذا فحذار أن تنزلق قدمك من أول درجة فينخلع حذاءك (تنفض) الليلة بسبب رائحة شراب سعادتك التي هي بقايا من رائحة فضلات حيوانات سفينة نوح!!
ولأنك تلميذ بليد فيجب أن تضع في أذنيك العبارة القادمة كقرط ذهبي لا يصدأ، بل إن سعره في ازدياد سعر أنابيب البوتاجاز لحظة كتابة هذه السطور... هل انت مستعد الآن... حسنا.... "انت حيوان".
ولا داعي لان (تتجنن ف عقلك)، وتسحب (القلة القناوي) التي هي من مخلفات حرب الماعز لتضربني على أم راسي قبل أن تعرف السبب....
فالإنسان ذلك الكائن الذي خلقه الله ليكون خليفته على الأرض لم يفت على عالم من العلماء أن (يمرمط بكرامته الأرض).
علماء الاجتماع يرون أن الإنسان حيوان اجتماعي.
خبراء العلوم السياسية يؤكدون أن الإنسان حيوان سياسي، أما اونكل (دارون)-الله يجحمه- فقد أكد من خلال نظرية البانجو والارتقاء (النشوء والارتقاء سابقا) أن الإنسان حيوان ذو مؤخرة حمراء... أي أن أصله قرد...
هل تتخيل هذه الكارثة... انت أيها الإنسان... من وجهة نظر العلماء (كائنات لها عقول متقدمة) مجرد حيوان... ولكن حجم الكارثة لن تدركه إلا إذا تخيلت صحة افتراض (دارون)، فحينئذ يجب عليك أن تبكي ليل نهار نادبا حظك العاثر وقدرك المحتوم.... فمن هي تلك التي ترضى بان ترتبط بعلاقة- أيا كان نوعها- مع قرد حتى ولو كانت هي إحدى حراس الجبلاية وبينك وبينها (استلطاف) فان اللون الأحمر حينئذ سيتدخل ليعلن وقوفه عائقا في سبيل ارتباطكما رغم انك تقسم لها انه لون صناعي دهنته في هذا المكان الحساس حبا منك في الأهلي وحزنا على (حسام حسن).....
من المقدمة (الغلسة) السابقة (اصحى ياض ياللي هناك بدل ما اعبطك) تستنتج بقليل من الذكاء... لو انك تمتلكه... انك هنا في مدرستنا المبجلة حيوان... حيوان عاشق...
ومن منطلق (اعرف عدوك)، فان المرأة تعرف ذلك... تعرف انك حيوان تستطيع أن تستفزه في أي وقت لكي تعرف رد فعله... ثم بناء على ذلك تضع خطة ترويضك واستئناسك...
ففي الأمس القريب كانت تمشي في الطرقات وهي تردي ما يشبه الخيمة، إلى أن اعتدت انت ذلك رغم استفزاز غريزتك الحيوانية في بداية الأمر، والتي جعلتك تزود عينيك بأشعة "اكس" التي كانت تخترق تلك الخيمة لترى ما بداخلها....
وتكون الصدمة أن ترى خيمة أخرى ثم تجد ثالثة ورابعة و...... أخيرا تنفذ أشعة (اكس)، وتعلن استسلامك لها، وبمرور الوقت ملت هي هذا الاستسلام فرات أن تستخدم معك أسلوب جديد، وهو الأسلوب العصري الذي يكفل لها أن تتفنن في اختيار (المحزق والملزق) على رأي (أم الواد زناتي)..... واشي "بودي" و "ميني" و "ميكرو" وربنا حليم ستار....
ويبدو أنها تتذكر فجأة (اشك في ذلك) أن الوحش الماثل أمامها حيوان مفترس تتساقط شهوته من عينيه الذئبتين وهو ينظر لها نظرة- ياي- وحشة خالص....
وتتذكر فجأة مرة أخرى (اشك في ذلك أيضا) أن هناك (سرسوب هوا) يتسلل بوحشية إلى ساقيها اللتين تداريهما تحت "الميكرو" فما يكون منها إلا أن تُسرع وتلتقط أي شيء حولها كي تداري عنك ما لا يجب أن يراه حيوان مثلك رغم أن كل الحيوانات حولك- وقبلك أيضا- نالوا شرف إلقاء نظرة.....
وهكذا تلتقط كشكول محاضراتها وتضعه على ساقيها (آل ايه بتذاكر) لأنها استشعرت فيك حيوانا سافلا قد يكرر مأساة العتبة!!
وحين تتزوجها تفاجئك بتغيير إستراتيجيتها في التعامل معك.... فتخصصك لتجارب معملية أخرى الهدف منها استكشاف باقي صفاتك الحيوانية لوضع خطط استئناس جديدة تتوافق مع الصفات المكتشفة حديثا!!
وتتحول إستراتيجية (الإظهار) و (الكشف) التي كانت تستخدمها في فترة الخطوبة (والأساس ما قبل الخطوبة) إلى إستراتيجية (الإخفاء) والاستغماية و (شد الكوبس... كهربا)، ولا مانع من باقي الألعاب الإستراتيجية والتي كنت تظنها انت صبيانية على غرار (تيرو) و (قفاشة الملك) و (صيادين السمك)، وما إن تذكرها انك زوجها حتى تدق ساعة العمل الثوري لتطلق (صاحبتك/ مروضتك) مدفعية لسانها الثقيلة مذكرة إياك بأنك (جعر) و (شحات) و (حفيد ورا......) ثم يكون فصل الختام "ما تبصليش بعين رضيه" إلى آخر كتاب الأمثال للعلامة (احمد تيمور).....
ودليل آخر على حيوانيتك.... نظارتك هذه التي ترتديها.... هل تقسم انك أرديتها بسبب المذاكرة التي جلبت لك (الكافية) كما تؤكد عائلتك وهي تتقدم لخطبة فتاة محترمة لجنابك؟
الم ترتديها بعد موقف لن تنساه تكرر كثيرا أيام مراهقتك التي تفتقدها....
- تراهني إن شراب البت دي مقطع.
- يا راجل ده شراب "فيليه".
وما إن تكسب الرهان (لا تسألني كيف) حتى يقدم لك زميلك فروض الطاعة والصياعة....
- بسم الله ما شاء الله... ايه يا بني.... عينيك كشافات؟
وبعدها بقليل ترتدي نظارتك هذه رغم انك- مفيش سطرين يا جدع- كنت صاحب عين نافذة.
ولأنك حيوان فأنت من اشد المعجبين بالتكنولوجيا والانترنت يشهد عليك وعلى حيوانيتك.... تفتح الموقع إياه ثم تستخرج منه الصور (المحترمة جدا) لتتباهى بها وسط زملاءك....
بل والأرجح لكي تكون تلك الصور هي نواة المشروع الكبير الذي ستكون من خلاله مستقبلك....
هل أدركت إذن انك حيوان.... من اجل هذا إليك نصيحة.... (هي) تعرف انك حيوان، فلا داعي لكي تتفاخر انت أمامها في كل مناسبة (وبدون مناسبة) بأنك حيوان، فمن هي تلك المتخلفة التي سترضى أن تتزوج منك بعد أن تخبرها انك (مالي مركزك) وانك بين الحيوانات (أسد) بالتأكيد لن ترضى أن تحمل لقب (مدام أسد).
مع احترامنا للألقاب.........

دليل العاشق العصري



بقلم: محمد فتحي

* الحب أجمل شيء في الكون "خاصة عندما لا تجربه".
* حينما تحب ما لا تعرف... تهانئي... انت عاشق "أكثر شيء تنطبق عليه العبارة هو اللحمة!!".
* ما أحلى أن تكون (هي) الشمس والقمر والنجوم "يا حبذا لو كانت بانجو... كورة... فلوس".
* لا تيأس من تجاربك المقززة في عالم العشق....
فقد تصبح (قيس/روميو)
وقد تصبح هي (ليلى/جولييت).
"قد + فعل مضارع تفيد الشك".
* دنيا بدون حب لا تصلح "تماما كحذاء 6 خرم بدون رباط".
* (حب) أجمل كلمة من حرفين.... "وطظ أيضا".....
هل جربت نصائح أصدقائك....
بالتأكيد... ولهذا أثرها يظهر على خريطة جسدك الذي نحله الحب....
"اذهب إليها... صارحها... خليك حمش... اتقل ياض... أوعى تسبلها وانت لابس البوليس... خليك مزنوق لغاية ما تمشي هي ثم فكر بعد ذلك في الذهاب لأي ركن!!".
كلهم ينصحوك وجنابك-ولا مؤاخذه-الهُفأ الوحيد الذي يستحق النصيحة... مع أنهم جميعا يعانون نفس معاناتك، بل إن من نصحك ب "خليك مزنوق" يعاني الآن من هجر حبيبته بعد أن تغير لون سرواله الأبيض إلى ابيض منقط... وبيشر كمان، والأدهى انه ينصحك بما سيصيبك حتما باحتباس بولي...
ايه... خلاص يعني... لا يوجد شيء اسمه "بعد إذنك يا حبيبتي... مشوار سريع لمكتب العميد (عميد كلية والله) ثم في أول مرحاض... (اقصد مكتب عميد) تفك زنقتك.
ثم لماذا لا تكون واد (حرك) و (مكن) وتبادر على إجادة التعامل معها...
هييييه.....
نهايته.... لقد رق قلبي لحالك... (صعبت عليه م الآخر) ولذلك سألحقك بمدرستي.... مدرسة العاشق العصري...
دون مصروفات.... سأعلمك كيف تتعامل معها مع أني لا اعرفها (شوف السحر يا أخي) لا يهم من تكون (هي)...
حبيبتك... خطيبتك... زوجتك... شيء آخر (آسف لعدم ذكره).....
المهم انك ستعرف من أين يؤكل القلب... اقصد الكتف....
والاهم أيضا أن تجعل الحلقة القادمة دليلك في التعامل معها أيها العاشق....

حقائق اغرب من الخيال


بقلم: تامر فتحي
- الفراشات تتذوق بأقدامها.
- لسبب غير معروف علميا حتى الآن، صوت البط لا يُحدث صدى.
- في عشر دقائق، يولَد البركان كمية من الطاقة تفوق الطاقة الناتجة من أسلحة العالم النووية بأكملها.
- يختنق مائة شخص سنويا حتى الموت بابتلاع أجزاء من أقلام الحبر الجافة.
نسبة 90% من سائقي التاكسي في الولايات المتحدة الأمريكية من المهاجرين الجدد.
- حوالي خمسة وثلاثين بالمائة من الأشخاص الذي يصنعون إعلانات بجرائد الولايات المتحدة الأمريكية للتعرف على فتيات من المتزوجين!
- الفيلة هي الحيوانات الثديية الوحيدة التي لا يمكنها القفز.
- من الممكن جعل بقرة تصعد سلما، لكن من المستحيل أن تنزله.
- المرأة ترمش بعينها عدة مرات ضعف المرات التي يرمش فيها الرجال.
- مكتبة جامعة (انديانا) تغوص في الأرض بمعدل بوصة كل عام بسبب عدم تقدير المهندسين وقت بنائها لوزن الكتب التي ستوضع هناك.
- الحلزون يمكنه مواصلة النوم لثلاثة أعوام متواصلة.
- عين الإنسان تظل بنفس حجمها منذ الميلاد حتى الممات، لكن الأذنين والأنف لا يتوقفان عن النمو طيلة عمر الإنسان.
- الكرسي الكهربائي المستخدم في إعدام المتهمين ببعض ولايات أمريكا اخترعه طبيب أسنان.
- الدببة القطبية حيوانات عسراء (تستخدم يدها اليسرى).
- عين النعامة اكبر مساحة من مخها.
- التمساح لا يمكنه إخراج لسانه خارج فمه.
- الأميركيون يأكلون البيتزا بعدل 18 فدانا في اليوم.
- في ولاية (جورجيا) بالولايات المتحدة الأمريكية، بمدينة (كويتمان)، هناك قانون يمنع الدجاج من عبور الطريق.
- سكان الاسكيمو يستخدمون (الفريزر) لمنع الأطعمة من التجمد.
- الاسم (وندي) الغربي لم يكن موجودا كاسم إلا حين اخترعه مؤلف قصة (بيتر بان) ليختاره اسما لإحدى بطلات القصة.
- مبيعات خمر (الفودكا) تمثل 10% من مصادر الدخل القومي الروسي.
- ولاعة السجائر تم اختراعها قبل اختراع الكبريت.
- النصب التذكارية التي تمثل فارسا على صهوة جواده يتم نحتها بطرق مختلفة، فإذا كان قدما الفرس الأماميتان مرفوعتين في الهواء، فان الشخص الذي صُنع التمثال من اجله قد مات في معركة، وان كانت قدم أمامية واحدة للفرس في الهواء، فقد مات هذا الشخص متأثرا بجراحه، وان كانت كل أقدام الفرس ثابتة على الأرض، فقد مات هذا الشخص ميتة طبيعية.
- أصل التعبير الانجليزي (get fired) الذي يعني طرد الشخص من عمله على سبيل المثال من القبائل القديمة التي اعتادت على طرد الأشخاص غير المرغوب فيهم دون قتلهم بحرق بيوتهم بالنار (fire) .
- أطول مدة يمكن أن تبقى فيها الدجاجة في الهواء أثناء محاولاتها للطيران هي 30 ثانية.
- عصير ثمرة (جوزة الطيب) شديد السمية إن تم حقنه في العروق.
- في (كلفلاند) بولاية (أوهايو) بالولايات المتحدة الأمريكية، غير مصرح باصطياد الفئران دون رخصة صيد.
- وزن مجموع حشرات النمل الأبيض في العالم يفوق وزن مجموع البشر على الأرض بنسبة 10 إلى 1.
- معدل أعمار من يستخدمون يدهم اليمنى يزيد حوالي تسع سنوات عمن يستخدمون يدهم اليسرى.
- البرغوث يمكنه القفز لمسافة تزيد 350 مرة عن طوله، وهو أشبه بإنسان يعبر بطول ملعب كرة قدم بقفزة واحدة.
- الصرصور يمكنه الحياة لمدة تسعة أيام في حالة قطع رأسه والسبب الوحيد لعدم استمرار حياته لمدة أطول بعد هذا هو انه يموت جوعا لعدم مقدرته على الأكل.
- سبب مقولة "يرحمكم الله" بعد أن يعطس احدهم علميا هو أن قلب الإنسان يتوقف فعليا عن الدق طوال مدة العطسة.
- الحجارة التي بُني بها الهرم الأكبر تكفي لبناء حائط طوله ثلاثة أمتار وسمكه حوالي نصف متر يحيط ب (فرنسا) بالكامل.
- لم يسبق في التاريخ قيام حرب بين بلدين يوجد بهما محلات (ماكدونادز) للوجبات السريعة.
- مستحيل لأي إنسان أن يلعق مرفقه بلسانه.
- قلب الجمبري يقع في رأسه.
- الخنزير غير قادر على النظر للسماء.
- ارتداء السماعات في الأذن يزيد توالد البكتيريا داخل الأذن بمعدل 700 مرة.
- اللسان له بصمة تختلف لدى كل إنسان، ويستحيل تطابقها كبصمات الأصابع.
- لا يمكن طي أي ورقة أكثر من سبع مرات.
- الصخور قابلة للانفجار في حالة وضعها في جهاز المايكروويف.
- الأبجدية في لغة سكان (هاواي) تتكون من 12 حرفا فقط.
- الأزرق هو اللون المفضل لحوالي 80% من الأمريكيين.
- هناك قانون في (ميتشجان) بالولايات المتحدة الأمريكية يمنع ربط التماسيح بصنبور الحريق.
- الإنسان يستهلك سعرات حرارية في أكل الكرفس أكثر مما يعطيها الكرفس ذاته.
- عام 1933 وصل لشركة (ديزني) للرسوم المتحركة 800.000 خطاب موجه إلى (ميكي ماوس).
- إذا حاول أي شخص عد جميع النجوم في السماء بمجرتنا بمعدل عدة لكل ثانية فسوف يستغرق ثلاثة آلاف عام حتى ينتهي من العد.
- عند صب قطرة واحدة من الخمر على عقرب، فانه يجن ويلدغ نفسه حتى الموت.
- لعبة (اليويو) كان استخدامها الأساسي كسلاح في الفلبين قديما.
- الطريقة الفعالة للإفلات من قبضة تمساح في الماء هي وضع احد أصابعك في عينيه.
- عظمة الفخد لدى الإنسان أكثر صلابة من الخرسانة.
- إخراج طاقة صوتية من أي إنسان تكفي لتسخين كوب من القهوة يستلزم الصراخ لمدة 8 سنوات ونصف بشكل متواصل.
- قدماء المصريين كانوا يستخدمون الأحجار كوسادات.
- 75% من قراء هذه الصفحة حاولوا لعق مرافقهم بلسانهم.

ثومة- سيدة الطرب وخفة الظل


بقلم: كمال سعد
اشتهرت سيدة الغناء أم كلثوم بظرفها وخفة دمها، فقد كانت حلوة الحديث، حاضرة النكتة، لا تترك أي موقف يتطلب الفكاهة أو الدعابة بدون أن تجمله بابتسامة صافية تمسح هموم القلب وآهات الزمن!
ذهبت مرة لحفل ساهر على شرف احد رجال القانون، وبعد أن تشبع الحاضرون بغنائها الجميل وبدا الرقص في الصالة، تقدم منها احد القضاة الشباب قائلا" ممكن ترقصي معايا؟ فردت عليه ببساطة: لأ... أنا حرأس الجلسة!
وفي حفل آخر وقفت لتصافح كبار المدعوين، وجاءها رجل قصير جدا فصافحته بابتسامة وهي تقول: أنت الواحد يقعد لك!
وأرادت مرة أن تشتري كتابا لأحد أصدقائها من الصحفيين فسألته مداعبة في التلفون: هو ثمن النسخة كام؟... فقال لها: ثلاثة جنيهات وعشانك اثنين يا ست... وردت عليه فورا قائلة: ليه هما هيوزعوا المؤلف فوق البيعة!
ولاحظت مرة أن هناك معجبا بصوتها لا تفوته أي حفلة من حفلاتها، فأصرت على التعرف عليه، وقدم لها نفسه بأنه سميع دائم لصوتها الساحر برغم انه مهندس كهرباء لا يتعامل إلا مع الأسلاك والكابلات والضغط العالي، ولم تترك فرصة القفشة تفوت فقالت له: يا ابن الكابل...!!
وأشهر ما يحكيه سيد مكاوي عن خفة دمها أنها أثناء تلحين أغنية "يا مسهرني" طلبت منه تعديل جملة موسيقية، فقال لها: حاضر لما أشوف، فردت بهدوء: يبقى عمرك ما هتعدلها!
وضحك سيد مكاوي من القفشة كما لم يضحك من قبل.
ومن أظرف مداعباتها عندما كانت تغني بإحدى مدن الصعيد، فانتفض احد الحاضرين وظل يصيح: "يا جاموس المغنى" فغضبت وثارت... لكن احد العازفين قال لها أن الرجل يقصد أن يقول "يا قاموس المغنى" فعلقت على ذلك بقولها: بس فين "العجول" اللي تفهم!
وقد روى لي أبو الكاريكاتير الفنان رخا قصة الأم التي استغاثت ببيرم عقبت ظهور فيلم "سلامة" الذي لعبت بطولته أمام يحيى شاهين وكتب له بيرم الحوار البدوي والأغاني، فقد اتصلت به في نقابة الصحفيين وسألته: هوه أنت الملحناتي اللي بتعمل أغاني أم كلثوم؟ فقال لها: لأ يا ستي... أنا المؤلفاتي بتاع الست، وأفهمته أن ابنتها مريضة باضطراب عصبي وأنها مصرة على أن يغني لها بصوته أغنية "حبة حبة" فقال لها: قصدك شوية شوية.. تفتكري لو غنيت لها هتروق؟! فقالت: دي دايما بتسالني عنك... وبتموت في أغنيتك فأرجوك تساعدني!
وتحت إلحاح الأم وبدافع من الشفقة ظل بيرم يغني لها يوميا في التلفون وفي موعد معين أغنية "شوية شوية" لمدة أسبوعين، إلى أن اكتشف أن صاحبة هذا المقلب هي أم كلثوم، فأراد أن يرد ظرفها ويعاتبها بقصيدة عندما عادت من أوروبا بعد رحلة علاج، فاستقبلها في احتفال العودة بكلمات خفيفة الظل قال فيها:
يا مرفهة عن جميع الناس وتاعباني
وف حارة السد والسيدة فاضحاني
يقولوا ادي مؤلف دور "يا هجراني"
الناس تجيني على صيتك ونعم الصيت
قالوا عليك بطاقة ولا كارت فيزيت
يفتح رموز الكنوز وسخر العفاريت
ويوظف الخيبان ويبرا الجاني
رحم الله سيدة الغناء العربي أم كلثوم التي ما زالت تمتعنا بأغانيها العظيمة منذ رحيلها وحتى اليوم.

الأسد صلاح جاهين


بقلم: كمال سعد
إنسان شامل بمعنى الكلمة، فهو رسام كاريكاتير وزجال وقصاص وكاتب سيناريو وواضع اوبريتات وممثل ومؤلف أغاني، بل-أيضا-مغني يطربك بأدائه الجميل وصوته الأجش!
وهو فنان عبقري، غرس أقدامه في أصالة الشرق وملا "دماغه" بثقافة الغرب، فكانت رسوماته "زي العسل" على قلب الشعب المصري، لأنه لم يكن مجرد ابن نكتة أو أخصائي قفشات مضحكة أو فنان يجعلك تستلقي على قفاك من الضحك وترفس برجليك، ولكنه كان مثل الطبيب الجراح الذي يبحث بمشرطه عن أورام المجتمع التي تحتاج إلى استئصال!
وبخلاف الرسومات المدوية السريعة الطلقات، كانت أشعار الفنان صلاح جاهين مليئة بالحيوية والرقة والجرأة والتخيل والفرحة والبكاء على حالنا الذي لا يسر عدوا ولا حبيبا، وما أحلى شقاوته في الرباعيات عندما يقول:
النهد زي الفهد نط واندلع
قلبي انهبش بين الضلوع وانخلع
ياللي نهيت البنت عن فعلها
قول للطبيعة كمان تبطل دلع
عجبي!
وصفه مرة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس بالأسد الذي تنتابه حالات نفسية عجيبة فيوأوأ..واء...واء... ويجلس على الأرض ليرفس بقدميه ويشوح بيديه ويبكي.... أنا مالي هيييه... فيقول له عاتبا:"عيب يا أسد ما يصحش" فيرد عليه محتجا: "موش عاجبكم طيب" ويمضي وهو يزار، ويستمر في الزئير، بينما الجميع يهمسون في أعماقهم مشفقين" "ربنا يستر"!
لم يكن سلبيا أو مرتعشا في رسوماته ذات الخطوط الشديدة التلخيص، ولكنه كان مقاتلا عنيدا ضد الفساد والجشع والروتين والتكاسل والبلطجة والكوسة والنفاق والتزويغ، كما كان يلهب بسياطه ظهور أعداء المرأة والتطور ويطالبنا دائما بتشييع المتخلفين والغشاشين وجهابذة التقليدية في الفن إلى المقابر!
إلا أن أحلامه برؤية وطن نظيف من الفقر والقهر والحرمان تهاوت مع نكسة 1967، وأصبح قلبه يمتلئ بالحزن والمرارة، فأصابه الاكتئاب الذي كاد يقوده إلى الضياع لولا أن انتقم من أحاسيسه المنهارة بأرجال من نوع:
أنا شاب لكن عمري ولا ألف عام
وحيد ولكن بين ضلوعي زحام
خايف ولكن خوفي مني أنا
اخرس ولكن قلبي مليان كلام
قالوا الشقيق بيمص دم الشقيق
والناس ما هياش ناس بحق وحقيق
قلبي رميته وجبت غيره حجر
داب الحجر... ورجعت قلبي رقيق
عجبي!!
قالها وقال غيرها لنا، ورحل في 21 ابريل 1986 وتركنا-مثله-غرقى في بحر الحياة، والموج يدخل في حلوقنا ونحن نصرخ، ومفيش حمار واحد يقاوم الصمم والملل-كما قال-بالانتحار!

جزار في الحرم


بقلم: كمال سعد
كل الصفات تتواضع أمام هذا القاتل الرهيب باروخ جولد شتاين، فالوحوش الكاسرة تصبح في نظرنا كائنات مسالمة أمام فعلته الردية، لان الوحش يرتوي بدم الفريسة الواحدة، أما هذا الشيطان فقد شق طريقه وقت صلاة الفجر، بلحيته الكثة، وملابسه العسكرية، وطاقيته الصهيونية، وعندما هم المصلون بالسجود بين يدي الله، ولمست جباههم الأرض، فتح عليهم النار بسيل من الطلقات، ولم تشفع عنده صيحات الضحايا وهم يزحفون على ركام من الجثث، فراح يعمر بندقيته ليواصل مهمته الغبية، ولم يكفه هذا الكم الهائل المتناثر من جحيم الرصاص فراح يقذف-حسب روايات شهود عيان-بثلاث قنابل يدوية، ولم يسكت إلا بعد أن ضربه احد الجرحى فوق أم رأسه بعامود حديدي كان بالصدفة في احد أركان المسجد!
إن هذا الدموي الشاذ لا نظير له في كل سجلات التاريخ، فكل السفاحين المشهورين يتحولون أمامه إلى صبيان وتلاميذ بداية من هولاكو وتيمورلنك وايتلا إلى قائد الجستابو "هيملر" وقائد معسكرات النازي للتعذيب في بولندا "هانز فرانك" الذي كان يستجيب لهواية ابنه الدلوعة في الرماية فيُحضر له كل يوم ثلاثة من الأسرى يربطهم في شجرة ليتعلم فيهم الولد الضرب في سويداء القلب!
باروخ جولد شتاين لم يكن مجنونا، بدليل انه اختار يوما تاريخيا عند اليهود يرتبط بانتصارهم على الفرس، كما اختار يوما لتجمع اكبر عدد من المسلمين يتوافق مع الجمعة الثانية في الشهر الكريم، وهو-كذلك-عضو بارز في جماعة متعصبة تضم اشد اليهود ضراوة ممن يعيشون في حي "بروكلين" بنيويورك، وقد خرجت تلك الجماعة من رحم حزب كاخ الذي أسسه عميد الارهابين "كاهانا" وأطلقت على نفسها اسم "كاهانا شاي" أي "كاهانا ما زال يعيش" ورفعت شعارات عنصرية مخزية، تصفق في مجملها لشلالات الدم، وتهدف بالدرجة إلى قذف العرب من كل شبر في فلسطين بالطرد أو القتل أو الترويع!
لقد تآمر هذا السفاح القذر على مسيرة السلام....
هكذا جاءت شهادات جرحى المذبحة، الذين قالوا أن حصر عدد القتلى والجرحى لم يكن دقيقا، لان أهل الشهداء كانوا يدفنون ضحاياهم في عجلة حتى يهربوا من التدخل الإسرائيلي بالتحقيق والإجراءات، ولهذا فان العدد الحقيقي يزيد عن 400 قتيل وجريح... وقالوا-أيضا-أن هذا الدموي لم يكن وحده في ساحة الحرم، بل كان معه شركاء يصوبون بنادقهم لكل من يحاول الهرب!
اه يا باروخ يا ابن الملعونة... صحيح انك رحت في ستين داهية، ولكننا نعلم انك تترك خلفك في المستوطنات ألف باروخ وباروخ... كلهم على استعداد لتكرار الحادث بصورة أبشع!
لقد تخضب غصن السلام بالدماء.... فهل ينجح المتطرفون في وقف المسيرة؟!

بيل غيتس- قصص نجاح 2


أغنى رجل في العالم اليوم وشخصية بارزة في حقل البرمجيات، كان في الثامنة من عمره عندما التقى بالكمبيوتر لأول مرة، وهو أيضا منسحب من الجامعة. فبعد قضاء سنتين في جامعة هارفارد حيث استمتع بلعب البوكر أكثر من حضور المحاضرات، انسحب (بيل غيتس) من الجامعة في عام 1975 ليبدأ بتأسيس شركة مايكروسوفت مع زميله في المدرسة الثانوية، (بول ألن). كان مشروعهما الأول هو كتابة برنامج للكمبيوتر المنزلي، وكانت أول ضربة كبيرة لهما هي الفوز بعقد في عام 1980 لتطوير نظام تشغيل لكمبيوترات (IBM) الشخصية. ثم توسعا بشكل سريع في برمجيات معالجة النصوص والجداول، وأصبحت مايكروسوفت شركة مساهمة عامة في عام 1986. وقد ترك (ألن) الشركة بعد إصابته بالسرطان، واليوم (غيتس) هو رئيس مجلس الإدارة. وبالرغم من ان الشركة خسرت قضية احتكار رفعت ضدها، إلا أن (غيتس) بقي ذا رؤيا طموحة، ويؤمن بولع بقدرة الوسائل الرقمية.

قواعد جديدة لعصر المعلوماتية
لكي تجعل سيل المعلومات الرقمية جزءا جوهريا من شركتك، اليم اثنتي عشرة خطوة رئيسة:
فيما يتعلق بالمهام المعرفية:
1. أصرَ على أن تتدفق الاتصالات خلال الشركة بواسطة البريد الالكتروني بحيث يمكنك التصرف بشان أي أخبار بسرعة البرق.
2. ادرس قاعدة بيانات المبيعات على شبكة الانترنت لتجد أنماطا وتشارك بالرؤى بسهولة. افهم اتجاهات الأغلبية وقدم خدمة شخصية للزبائن الأفراد.
3. استخدم أجهزة الحاسوب الشخصية لتحليل قضايا الأعمال، وانقل العمال ذوي المعرفة إلى عمل يحتاج إلى تفكير عالي المستوى في المنتجات والخدمات والربحية.
4. استخدم الوسائل الرقمية لابتكار فرق افتراضية من أكثر من قسم ممن يمكنهم التشارك بالمعرفة والبناء على أفكار بعضهم البعض في وقت متزامن، حول العالم. استخدم الأنظمة الرقمية لجمع تاريخ الشركة بحيث يكون متوفرا لاستخدام أي شخص.
5. حوَل كل عملية على الورق إلى عملية رقمية، مزيلا العوائق الإدارية ومحررا العمال ذوي المعرفة ليقوموا بأعمال أكثر أهمية.
فيما يتعلق بعمليات العمل:
6. استخدم الوسائل الرقمية للتخلص من وظائف المهام البسيطة أو تحويلها إلى أعمال ذات قيمة مضافة تستفيد من مهارات العمال ذوي المعرفة.
7. ابتكر حلقة تغذية راجعة رقمية لتطوير كفاءة العمليات المادية وتحسين نوعية المنتجات والخدمات التي تم إيجادها. ويجب على كل موظف أن يكون قادرا على تتبع جميع معايير القياس الرئيسة بسهولة.
8. استخدم الأنظمة الرقمية لتوجه شكاوى الزبون مباشرة إلى الأشخاص الذين يمكنهم تحسين المنتج او الخدمة.
9. استخدم الاتصالات الرقمية لتعيد تعريف طبيعة عملك والحدود التي تحيط بعملك. كن اكبر وأكثر أهمية أو اصغر وأكثر حميمة حسب ما يستدعيه موقف الزبون.
فيما يتعلق بالتجارة:
10. قايض المعلومات مقابل الوقت. اختصر دورة الوقت باستخدام صفقات رقمية مع جميع المزودين والشركاء، وحوَل كل عملية تخص العمل إلى بضاعة تسلم في الوقت المحدد بالضبط.
11. استخدم التسليم الرقمي للمبيعات والخدمات للتخلص من الوسيط في صفقات الزبون. وإذا كنت وسيطا، استخدم الوسائل الرقمية لتضيف قيمة إلى الصفقات.
12. استخدم الوسائل الرقمية لتساعد الزبائن في حل مشكلاتهم بأنفسهم، واوجد خدمة اتصال شخصي للإجابة على احتياجات الزبون المعقدة وعالية القيمة.

التعامل مع الزبائن غير الراضيين:
انصح بالأسلوب التالي لدمج قوائم شكاوى ورغبات الزبائن في مهام المنتج والخدمة:
1. ركز على أكثر زبائنك تذمرا.
2. استخدم التكنولوجيا لتجمع معلومات وافرة عن تجاربهم غير المرضية مع منتجك ولتكتشف ماذا يريدون منك أن تضع في المنتج.
3. استخدم التكنولوجيا لتوصل التقارير إلى الأشخاص المناسبين.
إذا قمت بتنفيذ هذه الأمور الثلاثة، فانك ستحول تلك التجارب المنهكة وذات الأخبار السيئة إلى عملية مبهجة لتحسين منتجك أو خدمتك، فالزبائن غير الراضيين هم دائما محط اهتمام. وهم أيضا فرصتك الأعظم.
قيادة ذكية:
كان (بيل غيتس) يقوم بزيارة لأفضل زبائن الشركة المنافسة المنتجة لبرنامج (وورد بيرفكت) مرتين في السنة، ساعيا لفهم السبب الذي جعلهم يفضلون (وورد بيرفكت) على (مايكروسوفت وورد).
عادات ذكية:
عندما يكون في الطريق إلى مكان غير مألوف، يقرا (غيتس) عنه بنهم كتبا ومقالات من مجلات- غالبا تكون المادة موصى بها من قبيل المدراء المحليين- ثم يسال أسئلة متابعة كثيرة بمجرد أن يصل إلى هناك. عندما كان في الهند، اكتشف انه كان يوجد 14 لغة مختلفة، وأدرك أن منتجات (مايكروسوفت) يجب أن تكون محلية أكثر، مما سيعمل على زيادة المبيعات.
بيتر كراس