
بقلم: محمد فتحي
أول شيء يجب أن تدركه وانت تضع قدميك على أول درجة في سلم مدرسة العشق هو انك تلميذ بليد... لذا فحذار أن تنزلق قدمك من أول درجة فينخلع حذاءك (تنفض) الليلة بسبب رائحة شراب سعادتك التي هي بقايا من رائحة فضلات حيوانات سفينة نوح!!
ولأنك تلميذ بليد فيجب أن تضع في أذنيك العبارة القادمة كقرط ذهبي لا يصدأ، بل إن سعره في ازدياد سعر أنابيب البوتاجاز لحظة كتابة هذه السطور... هل انت مستعد الآن... حسنا.... "انت حيوان".
ولا داعي لان (تتجنن ف عقلك)، وتسحب (القلة القناوي) التي هي من مخلفات حرب الماعز لتضربني على أم راسي قبل أن تعرف السبب....
فالإنسان ذلك الكائن الذي خلقه الله ليكون خليفته على الأرض لم يفت على عالم من العلماء أن (يمرمط بكرامته الأرض).
علماء الاجتماع يرون أن الإنسان حيوان اجتماعي.
خبراء العلوم السياسية يؤكدون أن الإنسان حيوان سياسي، أما اونكل (دارون)-الله يجحمه- فقد أكد من خلال نظرية البانجو والارتقاء (النشوء والارتقاء سابقا) أن الإنسان حيوان ذو مؤخرة حمراء... أي أن أصله قرد...
هل تتخيل هذه الكارثة... انت أيها الإنسان... من وجهة نظر العلماء (كائنات لها عقول متقدمة) مجرد حيوان... ولكن حجم الكارثة لن تدركه إلا إذا تخيلت صحة افتراض (دارون)، فحينئذ يجب عليك أن تبكي ليل نهار نادبا حظك العاثر وقدرك المحتوم.... فمن هي تلك التي ترضى بان ترتبط بعلاقة- أيا كان نوعها- مع قرد حتى ولو كانت هي إحدى حراس الجبلاية وبينك وبينها (استلطاف) فان اللون الأحمر حينئذ سيتدخل ليعلن وقوفه عائقا في سبيل ارتباطكما رغم انك تقسم لها انه لون صناعي دهنته في هذا المكان الحساس حبا منك في الأهلي وحزنا على (حسام حسن).....
من المقدمة (الغلسة) السابقة (اصحى ياض ياللي هناك بدل ما اعبطك) تستنتج بقليل من الذكاء... لو انك تمتلكه... انك هنا في مدرستنا المبجلة حيوان... حيوان عاشق...
ومن منطلق (اعرف عدوك)، فان المرأة تعرف ذلك... تعرف انك حيوان تستطيع أن تستفزه في أي وقت لكي تعرف رد فعله... ثم بناء على ذلك تضع خطة ترويضك واستئناسك...
ففي الأمس القريب كانت تمشي في الطرقات وهي تردي ما يشبه الخيمة، إلى أن اعتدت انت ذلك رغم استفزاز غريزتك الحيوانية في بداية الأمر، والتي جعلتك تزود عينيك بأشعة "اكس" التي كانت تخترق تلك الخيمة لترى ما بداخلها....
وتكون الصدمة أن ترى خيمة أخرى ثم تجد ثالثة ورابعة و...... أخيرا تنفذ أشعة (اكس)، وتعلن استسلامك لها، وبمرور الوقت ملت هي هذا الاستسلام فرات أن تستخدم معك أسلوب جديد، وهو الأسلوب العصري الذي يكفل لها أن تتفنن في اختيار (المحزق والملزق) على رأي (أم الواد زناتي)..... واشي "بودي" و "ميني" و "ميكرو" وربنا حليم ستار....
ويبدو أنها تتذكر فجأة (اشك في ذلك) أن الوحش الماثل أمامها حيوان مفترس تتساقط شهوته من عينيه الذئبتين وهو ينظر لها نظرة- ياي- وحشة خالص....
وتتذكر فجأة مرة أخرى (اشك في ذلك أيضا) أن هناك (سرسوب هوا) يتسلل بوحشية إلى ساقيها اللتين تداريهما تحت "الميكرو" فما يكون منها إلا أن تُسرع وتلتقط أي شيء حولها كي تداري عنك ما لا يجب أن يراه حيوان مثلك رغم أن كل الحيوانات حولك- وقبلك أيضا- نالوا شرف إلقاء نظرة.....
وهكذا تلتقط كشكول محاضراتها وتضعه على ساقيها (آل ايه بتذاكر) لأنها استشعرت فيك حيوانا سافلا قد يكرر مأساة العتبة!!
وحين تتزوجها تفاجئك بتغيير إستراتيجيتها في التعامل معك.... فتخصصك لتجارب معملية أخرى الهدف منها استكشاف باقي صفاتك الحيوانية لوضع خطط استئناس جديدة تتوافق مع الصفات المكتشفة حديثا!!
وتتحول إستراتيجية (الإظهار) و (الكشف) التي كانت تستخدمها في فترة الخطوبة (والأساس ما قبل الخطوبة) إلى إستراتيجية (الإخفاء) والاستغماية و (شد الكوبس... كهربا)، ولا مانع من باقي الألعاب الإستراتيجية والتي كنت تظنها انت صبيانية على غرار (تيرو) و (قفاشة الملك) و (صيادين السمك)، وما إن تذكرها انك زوجها حتى تدق ساعة العمل الثوري لتطلق (صاحبتك/ مروضتك) مدفعية لسانها الثقيلة مذكرة إياك بأنك (جعر) و (شحات) و (حفيد ورا......) ثم يكون فصل الختام "ما تبصليش بعين رضيه" إلى آخر كتاب الأمثال للعلامة (احمد تيمور).....
ودليل آخر على حيوانيتك.... نظارتك هذه التي ترتديها.... هل تقسم انك أرديتها بسبب المذاكرة التي جلبت لك (الكافية) كما تؤكد عائلتك وهي تتقدم لخطبة فتاة محترمة لجنابك؟
الم ترتديها بعد موقف لن تنساه تكرر كثيرا أيام مراهقتك التي تفتقدها....
- تراهني إن شراب البت دي مقطع.
- يا راجل ده شراب "فيليه".
وما إن تكسب الرهان (لا تسألني كيف) حتى يقدم لك زميلك فروض الطاعة والصياعة....
- بسم الله ما شاء الله... ايه يا بني.... عينيك كشافات؟
وبعدها بقليل ترتدي نظارتك هذه رغم انك- مفيش سطرين يا جدع- كنت صاحب عين نافذة.
ولأنك حيوان فأنت من اشد المعجبين بالتكنولوجيا والانترنت يشهد عليك وعلى حيوانيتك.... تفتح الموقع إياه ثم تستخرج منه الصور (المحترمة جدا) لتتباهى بها وسط زملاءك....
بل والأرجح لكي تكون تلك الصور هي نواة المشروع الكبير الذي ستكون من خلاله مستقبلك....
هل أدركت إذن انك حيوان.... من اجل هذا إليك نصيحة.... (هي) تعرف انك حيوان، فلا داعي لكي تتفاخر انت أمامها في كل مناسبة (وبدون مناسبة) بأنك حيوان، فمن هي تلك المتخلفة التي سترضى أن تتزوج منك بعد أن تخبرها انك (مالي مركزك) وانك بين الحيوانات (أسد) بالتأكيد لن ترضى أن تحمل لقب (مدام أسد).
مع احترامنا للألقاب.........
0 comments:
Post a Comment