كلمــات ليسـت كالكلمــات (1)

 
ليس لنا الا الجميل الذي نصنعه
 جذور التربية مريرة لكن ثمارها حلوة
 من يطمع في كل شئ يخسر كل شئ
 الطمع مطية سوء ، من ركبها ذل ومن صحبها ضل
 تركك مالايعنيك يحقق لك مايرضيك
 العقوول مواهب والآداب مكاسب
 من لم يعرف الخير من الشر فألحِقه بالبهائم
 
*****
 
محادثة الاخوان حياة القلوب وجلاء النفوس
 لاتفتح بابا يعييك سده.. ولاترم سهماً يعجزك رده
 صانع المعروف لايقع وان وقع وجد متكئا
اقتصد في انفاق الدراهم فانها لجراح الفاقة مراهم
 النصيحة بعد وقوع المحذوور كالدواء بعد الموت
 لاتشعل ناراً لاتستطيع اطفاءها
 إذا أحببت أن يدووم حبك لأحد فأحسن اليه
 لاغنى يعدل صحة البدن.. ولاسرور يعدل سعة الصدر
 
*****
 
تذكر من أي شئ كنت والى أين أنت صائر
 الدنيا كالماء المالح كلما ازددت منها شرباً.. ازددت عطشاً
 ليس مع طاعة الله خوف ولا مع عصيانه أمن
 من صفات العاقل ان يحدث بمالايستطاع تكذيبه
اذا زللت فارجع.. واذا ندمت فاقلع
 عندما تدخل الرشوة من الباب.. تهرب العدالة من النافذة
 الكلمة ليست سهماً لكنها تخرق القلب
الكلام كالدواء ان قللت منه نفع وان اكثرت منه قتل
 
*****

الأماني المؤجلة


كانت المحاضرة الأخيرة التي يلقيها في الجامعة هذا العام .. وكعادته مع طلبته الدارسين في العام الدراسي الأخير والذين يتأهبون لمواجهة الحياة العملية بعد شهور قليلة من التخرج ..  خصص القليل من وقت المحاضرة للحديث عن كيفية مواجهة الحياة بعد التخرج .. يعلم أنه قد منحهم خلاضة تجربته العلمية طوال عام كامل .. وجاء الآن الوقت المناسب لكي يمنحهم بعض النصائح التي حتما ستفيدهم كزملاء المستقبل .. تحدث إليهم كثيرا وهم أيضا سألوه كثيرا .. لعل هذا كان سببا في تشجيعهم علي طلب المزيد .. لدرجة أنهم طالبوه بمد وقت المحاضرة للحديث عن تجربته الشخصية الخاصة .. حاول التملص ولكن طلابه المعجبين به أيما إعجاب لم يمنحوه الفرصة.

إنهالت اسئلتهم .. سألوه أسئلة غير متوقعة .. قالوا: كيف أختار شريك أو شريكة حياتي؟ هل الحب كاف لقيام حياة زوجية ناجحة؟ كيف تزوجت يا دكتور؟ هل أنت مقتنع بالزواج كنظام اجتماعي؟ هل ندمت علي خطوة الزواج؟ كيف تري الزوج أو الزوجة المثالي؟

ابتسم لهم تلك الإبتسامة التي دوما ما تزيد من رصيد معجبيه في كل مكان .. وبدأ حديثا من القلب .. قال: تجبرني أسئلتكم علي رواية الكثير من التفاصيل الخاصة .. والتي أتمني أن تكون بها إجابات كافية لكم .. تزوجت في بداية حياتي من فتاة غاية في الذكاء .. أنارت حياتي بمواقفها المساندة لي وشاركتني كل شئ .. حتي تفاصيل عملي كانت تهتم بسماعها .. شعرت أن الدنيا تفتح لي ذراعيها لأنها كانت نعم العون لي في بداية خطواتي .. ومع الوقت بدأ التألق يخبو .. ربما كان اعتيادي عليه .. وربما لأنها كانت لا تهتم بجوانب أخري .. لنقل أنها لم تشبعني كرجل .. أظنها كانت تستخف بذلك الجانب ولا تحب المشاركة فيه تماما .. كاستخفافها بإعداد ما أحب من طعام .. في الواقع كانت تترفع عن ذلك .. تلا ذلك إهمالها العاطفي لي فكان الإنفصال حتميا بيننا.

تطلع إلي العيون المحدقة به وأكمل: حاولت أن أنتقي زوجة أخري أتلافي فيها عيوب الزوجة الأولي .. بالطبع انتقيت زوجة تقليدية سمعت الكثير عن مهارتها في الطهو .. وقد كان .. كانت نعم الزوجة أو هكذا ظننت .. فقد كان البيت براقا دائما .. لم تشغل رأسها الجميل يوما بسؤال عن عملي أو عن طموحي أو عن مستقبلنا المشترك .. فقط كانت تقيس مدي اهتمامي بها بإقبالي علي طعامها .. وعليها .. وعندما طال الأمر علي نفس الوتيرة أيقنت أني أسأت الإختيار للمرة الثانية.

لهذا آثرت في زواجي الثالث البحث عن زوجة تهتم بهذه الجوانب فكانت زوجتي الثالثة فتاة أجنبية التقيتها بالخارج خلال مؤتمر علمي وجمع الحب بيننا في وقت قصير .. ورافقتني إلي بلدي راضية .. كانت للحق زوجة رائعة بكل المقاييس .. تهتم بنفسها وبالبيت وقبل كل شئ تهتم بي وبكل ما يهمني .. وتهتم بإشباعي حسيا وعاطفيا لأقصي درجة .. كنت أهيم بها وفي سبيل ذلك كنت أتحمل طهوها الغربي النزعة وأحاول إرشادها إلي ما أحب .. ولأنها كانت علي قدر عال من الذكاء فقد تلمست كل الطرق لإسعادي ومشاركتي كل اهتماماتي .. ونظرا لوجودنا في بلد شرقي لا يستسيغ القبلات العلنية أو الملابس المكشوفة فقد بدأت في الدفاع عنها أمام أهلي ومعارفي .. وبدأت في توجيه الملاحظات إليها .. حتي وصلنا لنقطة عدم قدرتي عن الدفاع وعدم قدرتها علي التواؤم .. فكان رحيلها الحزين إلي بلدها.

نظر إلي العيون التي مازالت متعلقة بشفتيه وقال: من هذه التجارب أظنكم عرفتم كيف يكون انتقاء الشريك .. لا يوجد بشر كامل .. مهما بحثنا .. إنه فقط التوازن بين ما نرغب في وجوده وما يمكننا تحمله.

دوي التصفيق عاليا في قاعة المحاضرات والتف الطلاب حول أستاذهم يحيونه من قلوبهم ويحاولون الحصول علي توقيعه بينما تحمل أعينهم تقديرا لرجل أصقلته الحياة بالخبرة والحكمة.

وبينما هو يتأهب للرحيل من المكان ابتسم لنفسه وهمس : كم أتمني لو كنت قد تزوجت بالفعل.


أحمد القاضي

حب الرجل..وحب المرأة

 
ما دمت أيها الرجل.. لا تستطيع ان تخفي عنها شيئا فأنت تحبها
عندما يتهم الرجل المرأة بانها بلا قلب.. فمن المؤكد انها خطفت قلبه
حب الرجال كالكتابة على الماء.. واخلاصهم كالكتابة على الرمال
قلب المرأة العاشقة محراب من ذهب.. غالبا ما يحتضن تمثالا من طين
اعطاء المرأة صورتها لمن تحب.. وعد بانها ستعطي الأصل
للمرأة ثلاث مراحل مع الحب: في الاولى تحب.. وفي الثانية تعانيه.. وفي الثالثة تأسف عليه
من الرجال كثيرون يقتلون انفسهم لأجل الحب.. ومن النساء اكثر من يمتن من الحب
الحب عند المرأة قصة عاطفية هي بطلتها.. وعند الرجل قصة هو مؤلفها
 
**********
 
هناك لحظات في حياة كل امرأة تحس فيها بالحاجة الى رجل كي تحبه بكل جوارحها
الحب: امرأة ورجل.. وحرمان
مهما تكن المرأة ثرثارة فان الحب يعلمها السكوت
اجمل امرأة هي المرأة التي ترتعد كلمات الحب على شفتيها
الرجل في حبه يحب دائما ان يعرف كل ما تفعله المرأة
اذا احبت المرأة الرجل.. لم تذل رجولته ابدا 
في الحب: الرجل مهاجم.. والمرأة مدافعة
 
**********
 
عندما يحب الرجل امرأة فانه يفعل اي شيء من اجلها ..الاّ شيئا واحدا هو ان يستمر في حبها
منطق المرأة يجري على سنة من تحبه وتهواه
الرجل ابرع من المرأة في الصداقة.. ولكنها ابرع منه في الحب
الرجل اذا احب فهو كالثعلب مراوغ.. حذر.. اما المرأة اذا احبت اخلصت.. وضحت
الحب المنتهي.. لم يكن في يوم من الأيام حباً حقيقياً
 
لا ينزع الحب من قلب المرأة إلا حب جديد
لا تستطيع المرأة أن تعيش بدون حبيب
قلة الاكثراث هو أخوف ما تخافه المرأة
الحب يهبط على المرأة في لحظة مملوءة بالسكون والإعجاب
المرأة تحب الرجل لأجل نفسه.. والرجل يحب المرأة لأجل نفسه أيضاً
 
**********
 
حب الرجل سطر.. وحب المرأة صفحات
سعادة المرأة في أن تحب الرجل وتخضع له
حالما تحب المرأة.. تبدأ تمزق قلبها بالمخاوف والظنون
الإحساس والحب والإخلاص.. كل ذلك سيبقى مكتوباً على المرأة أن تقوم به
 
**********

حكايتي مع الإدمان ..!!!

يأتي صوت رئيستي في العمل عبر الهاتف مدويا كالصاعقة في أدني وهي تسأل عن التقارير التي وعدت بإنجازها منذ أسبوعين مضت .. أطلب منها إعطائي بعض الوقت لإنجازها وأتعلل بظروف خارجة عن إرادتي …
تغلق سماعة الهاتف في وجهي .. أنظر إلى نفسي في المرآة ..
يا إلهي .. هل هذه أنا ..؟؟ لقد تغير حالي كثيراَ..
عيناي تصطبغان بلون الدم .. وجهي شاحب .. وشعري في حال يرثى له ..أحاول أن أوضب نفسي قليلا ..أخرج بعض المساحيق من حقيبة يدي ..ألصقها على وجهي التعيس .. وأصفف شعري الذي مازال مبللا من آثار الماء البارد من يد والدتي الحنونة الذي ترشقني به كل صباح في محاولة يائسة منها لإيقاظي من النوم ..
أين تلك الحيوية والنشاط ..؟؟ لقد ولت منذ دخول ذلك اللعين إلى بيتنا ..
أعود إلى مكتبي أحاول أن أفتح عيني لأتم ذلك التقرير ولكن … هيهااااات ..
جسمي متعب لا يقوى على حمل رأسي الثقيلة جدا .. فيتهاوى على المكتب وتتدلى يدي إلى الأسفل وأذهب في سبات عميق …
لا أدري كم مر من الوقت وأنا على هذه الحال .. اسمع جلبة وصياحا كأنها تأتي من واد سحيق
هناك من يشد شعري وينادي ..أنت .. أنت .. هيه ….استيقظي ….!!!!!!
أووووه أنها أمي من جديد …
أمي أرجوك خمس دقائق فقط …
يتعالى الصراخ .. أفتح إحدى عيني ..أنظر إلى حافة مكتبي لأجد ما يشبه المارد أمامي .. إنها ليست أمي …!!!
أقفز من مكاني وأقف مذعورة لأجد زميلاتي يقفن بجوار رئيستي وهن يكتمن ضحكة خبيثة …
أتساءل كالبلهاء .. ماذا هناك ..؟؟ ما الذي حصل ..؟؟
تنظر إلي! رئيستي من الأعلى للأسفل وتخرج من بين أسنانها بضع كلمات وتحدق بعيون يملأها الغضب ..
هل كنت نائمة …؟؟
أنا .. لا لا .. كنت أفكر وأسترجع بعض المعلومات ..
أسمع ضحكات لم تستطع البعض أن تخفيها وأنظر لهن وكلي عتب …
استرجعي معلوماتك في بيتكم .. لقد تم حسم خمسة أيام من مرتبك والمرة القادمة سأحولك إلى التحقيق .. هل تسمعيني جيدا ..؟؟
حاضر .. سمعتك وأعدك هي آخر مرة وسأنجز التقرير وأحضره لك في الغد ..
أربكتني المفاجأة كثيرا وسادني وجوم بعد أن غادرت رئيستي فتهاويت على المكتب وكاد رأسي أن يسقط من جديد عليه لولا أنني قاومت هذه المرة بشدة ..
أمضيت بقية اليوم في التنقل من مكتب لآخر فلم أتجرأ أن أجلس إلى مكتبي خوفا أن تنتابني حالة النوم من جديد ..
انتهت ساعات العمل وعدت للبيت وكلي إصرار على أن أعود كما كنت سابقا .. نمت قليلا ثم استيقظت لأفتح جهاز الكمبيوتر بعد أن أعددت كوبا من القهوة التركية المركزة حتى أستطيع العمل على التقرير ..
تذكرت أني قرأت أحد المواضيع التي شدتني بالأمس في أحد مواقع الإنترنت .. لكني لم أنسى ذلك الموقف السخيف الذي مررت به اليوم .. لابد أن يكون لي إرادة أكبر وأقوى على هذا الإدمان ..
مر الوقت سريعا فلم أستدرك ضياعه إلا مع صوت آذان الفجر وأنا أتصفح أحد المواقع وصفحة التقارير مازالت فارغة كما هي …!!!!
أغلقت الجهاز .. صليت الفجر .. ركضت إلى سريري لأستيقظ على كأس ماء بارد من يد والدتي يبلل وجهي
بقلم: عقد الياسمين

حتى تكون أسعد الناس (1)

 
الإيمانُ يُذْهِبُ الهموم ,ويزيلُ الغموم, وهو قرةُ عينِ الموحدين, وسلوةُ العابدين
ما مضى فاتَ, وما ذهبَ ماتَ ,فلا تفكرْ فيما مضى, فقد ذهب وانقضى
ارض بالقضاءِ المحتومِ, والرزقِ المقسومِ, كلُّ شيءٍ بقدرٍ، فدعِ الضَّجَرَ
 ألا بذكر اللهِ تطمئنُّ القلوبُ, وتحطُّ الذنوبُ, وبه يرضى علاّمُ الغيوبِ, وبه تفرجُ الكروبِ
لا تنتظرْ شكراً من أحدٍ, ويكفي ثواب الصمدِ, وما عليك ممَّنْ جحدَ, وحقدَ, وحسدَ
إذا أصبحت فلا تنتظرِ المساء, وعشْ في حدودِ اليومِ, وأجمعْ همَّك لإصلاحِ يومِك
*******
اتركِ المستقبلَ حتى يأتي, ولا تهتمَّ بالغدِ؛ لأنك إذا أصلحت يومك صلح غَدُكَ
طهِّرْ قلبك من الحسدِ, ونقِّهِ من الحقدِ, وأخرجْ منه البغضاء, وأزلْ منه الشحناءَ
اعتزلِ الناس إلا من خيرٍ, وكن جليس بيتِك, وأقبلْ على شأنِك, وقلِّلْ من المخالطةِ
الكتابُ أحسنُ الأصحابِ, فسامرِ الكتب, وصاحبِ العِلْمَ, ورافقِ المعرفة
الكونُ بُني على النظامِ, فعليك بالترتيبِ في ملبسِك وبيتِك ومكتبِك وواجبِك
اخرجْ إلى الفضاءِ, وطالعِ الحدائق الغناء وتفرَّجْ في خَلْقِ الباري وإبداعِ الخالق
*******
عليك بالمشي والرياضةِ, واجتنبِ الكَسَلَ والخمولَ, واهجرِ الفراغَ والبطالةَ
اقرأ التاريخَ، وتفكرْ في عجائبهِ، وتدبْر غرائبَه واستمتعْ بقصصِه وأخبارِه
جدِّدْ حياتَك, ونوِّعْ أساليبَ معيشتِك, وغيِّرْ من الروتينِ الذي تعيشُه
اهجر المنبهاتِ والإكثار منها كالشاي والقهوةِ, واحذرِ التدخين والشيشةَ وغَيْرَها

اعتنِ بنظافة ثوبِك وحسنِ رائحتِك وترتيبِ مظهرِك مع السواكِ والطيبِ
لا تقرأْ بعض الكتبِ التي تربِّي التشاؤمَ والإحباطَ واليأسَ والقنوطَ
*******
تذكرْ أن ربَّك واسعُ المغفرةِ يقبلُ التوبة ويعفو عن عباده, ويبدلُ السيئاتِ حسناتٍ
 اشكرُ ربَّك على نعمةِ الدينِ والعقلِ والعافيةِ والسِّتْرِ والسمعِ والبصرِ والرزقِ والذريةِ وغيرِها
ألا تعلمُ أن في الناس من فَقَدَ عقله أو صِحَّتَه أو هو محبوسٌ أو مشلولٌ أو مبتلًى ؟
عشْ مع القرانِ حفظاً وتلاوةٌ وسماعاً وتدبراً فإنه من أعظمِ العلاجِ لطردِ الحزنِ والهمَّ
 توكلْ على اللهِ وفوِّضْ الأمرَ إليه, وارضَ بحكمِه, والجأ إليه, واعتمْد عليه فهو حَسْبُك وكافيكَ
 اعفُ عمَّنْ ظلَمَك, وصلْ من قطعَك, وأعطِ من حرمَك, واحلمْ على من أساءَ إليكَ تجدِ السرورَ والأمنَ 
*******
 كَرِّرْ «لا حولَ ولا قوَة إلا باللهِ» فإنها تشرحُ البالَ وتصلح الحالَ, وتُحمل بها الأثقالُ, وترضي ذا الجلال
 أكثر من الاستغفارِ, فمعَه الرزقُ والفرجُ والذريةُ والعِلْمُ النافعُ والتيسيرُ وحطُّ الخطايا
اقنعْ بصورتِك وموهبتِك ودخلِك وأهلِك وبيِتك تجدِ الراحةَ والسعادةَ
اعلم أن مع العسرِ يسراً، وأن الفرجَ مع الكَرْبِ وأنه لا يدومُ الحالُ، وأن الأيامَ دولٌ
تفاءلْ ولا تقنطْ ولا تيأسْ, وأحسن الظنَّ بربِّك وانتظرْ منه كلَّ خيرٍ وجميلِ
افرحْ باختيارِ اللهِ لك, فإنك لا تدري بالمصلحِة فقد تكونُ الشدةُ لك خيْراً من الرخاء
*******
-د.عـائض القـرني-

الطابق الرابع

 دخلت المصعد مع زوجها .. ضغط على زر الطابق الرابع .. تذكر فجأة انهم يقطنون بالطابق الثاني .. ضغط بسرعة على زر الطابق الثاني قبل ان يتحرك المصعد .. نظر اليها ونظرت اليه ..ابتسم هو بينما أطلقت هى ضحكة كبيرة .. أخبرته انه يبدو وكأنه فاقد للذاكرة.

هو لا يشغل ذهنها كثيراً .. إنه زوج .. موجود .. متاح .. يشغل فقط حيزاً ضيقاً بعد اهتماماتها بنفسها وأطفالها والبيت والمجاملات العائلية والمشتروات لزوم المقارنات النسائية .. هو فى آخر القائمة .. هو يؤمّن كل ذلك لها وعندما يريدها لا يجد غير بقاياها.

جاءتها أمها في المنام تحذرها من إهمال زوجها .. لكنها لم تكن تصدق مثل هذا الهراء .. بل إنها لم تحادث أمها في ذلك الأمر عندما كانت تقابلها .. يتكرر الحلم بينما هي تزيد من إهمالها له .. جاءتها امها ذات يوم في المنام غاضبه لكنها لم تتكلم مثل كل مرة .. ظنت أنها تناولت عشاءاً ثقيلاً.

يدق جرس الباب .. إنه عامل توصيل الطلبات الخاص بالمطعم المجاور .. قالت له انها لم تطلب طعاماً .. بينما يؤكد العامل ان زوجها هو الذي طلب هذا الطعام .. لم تكن تتخيل انه قد تزوج من تلك الارملة التي تقطن بالطابق الرابع...
أحمد القاضي

مدينــة الأغبيــاء

 
يحكـى انه كان في بلد اهلهـا مشهورين جميعهـم بالغبــاء الشـديـد
وكـان في هذه المدينـة حفرة كبيـرة تسببـت في سقـوط ناس كثيـرين فيهـا
اشتكى اهل البلـد وارادوا ان يفكـروا في طريقـة لحـل هذه المشكلـة
فاختاروا ثـلاثة أشخـاص يعتبـرون من اذكياء هـذه المدينـة المشهـورة بالغباء
وقـف الثلاثة امام الحفرة يفكـرون ويتشـاورن مع بعضهم البعـض في حـل هذه المشكلـة
قال الاول : الحـل هو ان نوقـف ناس امام الحفـرة وكـل ماسقط احد فيهـا يأخذونه بسرعـة الى المستشفى
وقال الثاني : لا.. الافضل ان نوقـف سيارة اسعـاف امـام الحفرة وكلمـا سقـط واحـد نقلناه بسرعـة الى المستشفى
اما الثالث فقال : لا انا عندي حل افضل.. نـردم هـذه الحفرة ..ونحفـر واحـدة بـدلاً منهـا قريبة من المستشفى
!!!!!