الروش



بقلم: نهى احمد علي

دمعت عينا (مجدي) وهو يتذكر للمرة السابعة عشرة رد (نرمين) عليه عندما صارحها بحبه لها:
- آنسة (نرمين)
- يس
- سلاموا عليكوا
- هاي....
- أنا....ا....أنا
- خلَص....
- أنا معجب بيكي و......
قاطعتني ضحكتها الساخرة المائعة وحطت يدها في جيب بنطلونها الاسترتش وقالت:
- انت؟ انت معجب بيا أنا؟!
- ايوه ونفسي أتكلم معاكي و.....
- كمان تتكلم معايا I'm sorry انت مش روش....
وتركتني ورحلت وأنا لا افهم وروحت وما زلت لا افهم....ووجدت الحل.... عديت على صاحبي (وائل) وحكيت له على كل حاجة فضحك أوي السافل وقال:
- انت الغلطان من الأول لو كنت قلتلي كنت قلتلك تعمل ايه....
- كنت هتقوللي ايه يعني؟؟
وضع رجل على رجل فظهر قطع في بنطلون البيجامة المخطط فشخطت فيه وقلتله ينزل رجله.... وهو ينزلها طار شبشبه الزنوبة ليستقر في حجر العبد لله....
- لم حاجتك يا ابن العبيطة انت.......
- ايه يا (أبو الأمجاد) واحدة واحدة علينا أمال ما أنا بمخمخ لك اهه....
- ايه بقى الحل دلوقتي؟
- الحل انك تبقى روش.....
- اعمل ايه يعني؟
- ده هيتم على مراحل، أولا: لازم تلبس لبس غير اللي انت لابسه ده.......
- هو أنا لابس (لاسه) يعني ما انا لابس قميص حرير وبنطلون اهه، والقميص مشجر كمان يعني هي دي مش... مش.... هو المصدر بتاع روش ايه؟
- المصدر؟ هه روشنة يا خويا....... ثم ايه الهبل ده؟ ايه القميص بتاع النساجون الشرقيون اللي انت لابسه؟ وايه البنطلون العر ده؟!
- يا معفن أنا بنطلوني عره، وقميصي من عند النساجون الشرقيون.....
- بصراحة اّه، وده كوم والمركبتين اللي في رجليك كوم تاني يا عم دي شبه جزمة فطوطة.......
- يعني انت شايف إن هوه ده السبب في رفض (نرمين) ليا؟
- ده واحد من الأسباب......
- طب البس ايه؟
- بنطلون باجي أو صاعقة وتي شيرت كات ولا كوتونيد ولا مكس ولا فيرساتشي وجزمة كوتشي.
- هه؟!
- ايه يابا البلاهة اللي اترسمت على وشك دي؟ هشرحلك بعدين.
- هو عشان انت ابن ناس أعلياء هتتأنعر على العبد لله، اكمن أبوك موظف درجة خامسة وأبويا درجة 114.
- لازم تتكلم بطريقة مروشنة في ألفاظ معينة لو قلتها البت هتعرف انك روش.
- زي ايه؟
- مثلا كلمة (بيئة) يعني واطي ودي شتيمة روشة وكامة (كفحتجه) يعني بلطجة وكلمة (نهوبص) و (نهيس) يعني نقول أي كلام هاه كله في الايته؟
- نعم؟!
- يعني كله تمام؟
- اّه ....
- بالنسبة لثقافتك.... لازم تبقى ثقافة روشة يعني تسمع شرايط كاسيت روشة تشوف أفلام فيديو روشة (طبعا انت فاهم قصدي) وتروح أماكن روشة وتسرح شعرك يطريقة روشة وتحلق دقنك بطريقة روشة.
- حيلك..... حيلك.... واحدة واحدة شرايط كاسيت ايه دي اللي اسمعها؟
- (مايكل جاكسون) و (مادونا) و (بابا اوبح) والله له وقريب ولا بعيد والأغاني دي... وأنا عليا الشرايط... وتروح النادي اللي هي مشتركة فيه وتغني قدامها الأغاني دي وتلعب تنس وتقص شعرك زي كاظم الساهر وتحلق دقنك زي دوجلاس و........
- استنى بس.... منين ده كله.... ما انت راسي ع البير وغطاه....
- عيب يا جدع.... إحنا اخوات كله عليا... وهنبدأ التنفيذ من دلوقتي يلا ننزل نشتريلك هدوم جديدة بدل هدومك دي اللي طالعة من بق كلب....
- أنا روش!
بقيت روش.... البنات هيموتوا عليا، أي حد دلوقتي يعرف (مجدي أبو المجد).... أي بنت تسمع اسمي تدوخ.... ذليت (نرمين) اللي جت تتذلل لي.... قلتلها إنها بيئة واني مقدرش امشي إلا مع واحدة روشة.... وبكت وسمعت بعد كده إن جالها انهيار عصبي....
لا حول ولا قوة الا بالله.....
- I'm sorry كلاكيت تاني مرة:
جاءت فتاة اسمها (ماجدة) ودار بيننا الحوار التالي (اللي عمركم ما سمعتوه قبل كده):
- أستاذ مجدي.
- يس.......
- مساء الخير....
- هاي....
- أنا..ا....أنا....
- خلَصي....
- أنا معجبة بيك و....
قاطعتها بضحكتي الساخرة وحطيت ايدي في جيب بنطلوني (الباجي) وقلت:
- انتِ؟ انتِ معجبة بيا انا؟!
- ايوه.... ونفسي أتكلم معاك.....
- كمان تتكلمي معايا I'm sorry انت مش روشة....

لأني مثقف



بقلم: محمد فتحي

لأني مثقف فانا لم أتزوج أو ارتبط حتى الآن.... إلى أن قابلتها....
تعرفت عليها في المكتبة.....
إن من تقضي ثمانية ساعات في المكتبة العامة لهي دودة قراءة منقرضة في هذا العصر الانوي اللامثقف!!
وبدون مقدمات أحببتها.... نظرة واحدة لعينيها كانت كافية لان اقرأ (أطلس) العشق الذي لم اعرفه من قبل...
وعرفت أن اسمها (مي).... يا للصدفة المنتقاة بعناية اختيار سلالات هجين البسلة في تجارب مندل!!
اسمها (مي)... اسم يذكرني ب (مي زيادة)... وللصدفة (ذات الوصف السابق) اسمي (عباس) ولكن ليس العقاد طبعا...
وهكذا ترددت خطواتي المشتاقة على المكتبة لثلاثة أشهر عشقا مني لرؤية (مي) من بين شرنقات المعرفة الإنسانية.... ولعلها لاحظت نظراتي الديناميكية المتغيرة التردد إليها، وهو ما جعلني أقدم على اتخاذ خطوة في الطريق الايجابي...
لقد عرفتها بنفسي وفوجئت بأنها- ويا للصدفة التي سبق وصفها- تعرفني... بل- ويا للثقافة المندثرة- تسمع عن مؤلفاتي في شتى مجالات العلوم.
ويوما بعد يوم توطدت علاقتي بجلجلاتها الأسطورية....
أناملها المقدسة التي تصافحني في اغتراب منفى للا كونية العشق الأزلي!
شعرها الذي يتطاير- بفعل خلطة الغازات الهوائية- ليأخذ قلبي في رحلة إلى مدن الشوق اللا مرئية ثم يعود به مرة أخرى إلى واقعه عديم النظرة البؤرية المركبة!!
عينيها.... تلك الأطياف السرمدية التي تبعثني طفلا يسبح- دائما أبدا- في دموع نهر المعرفة!!
باختصار..... أنا اعشقها....
ثم إنها جميلة وتتردد على المكتبة يوميا قاضية فيها وقتها كله تقريبا...
قلما تجد فتاة تجتمع فيها الثقافة مع الجمال في عصرنا هذا، ولكنني وجدتها قبلك...."مي".....
على الفور تقدمت لها.... ودون بيروقراطية أسرية بغيضة وافقت عائلتها.... وهكذا جاءت تلك الفترة كي تكون أجمل أيام عمري.... ثم صارت أسوأها.....
لقد اكتشفت أنها كانت تتردد على المكتبة لأنها تعمل هناك.....
ولكن الكارثة الكبرى اتضحت لي فيما بعد، لقد تيقنت أن معلوماتها العامة إلى جانب معلومات أي طفيل أميبي متحوصل هي فاي الي اليسار.....
ولأنني عشقتها بحق فلم أيأس..... ولم اتركها....
لقد أخذت الأمر تحديا شخصيا..... سأجعل منها مثقفة لا يُشق لها غبار في فترة خطبتنا هذه التي كانت مثمرة فكريا بالنسبة لي.....
لقد كتبت فيها أجمل قصائد الشعر العربي الحداثي، وأهديتها إلى (مي)..... ونالت قصيدتي (الباصقون على ظلمات القلب) إعجاب النقاد الذين قالوا عنها أنها "انقلاب في الشعر العربي الحداثي والمعاني النائية عن فكر اللا انتماء الذي ساد الحقبة الزمنية الراهنة".
وهكذا كتبت قصيدة أخرى كان لها نفس ثناء سابقتها.... ثم قصيدة ثالثة ورابعة وخامسة..... وأخيرا المعجزة الشعرية "المتبولون على أطلال الذكريات"......
وكانت صدمة أخرى.....
لقد أهديت القصيدة الأخيرة أيضا إلى (مي) ولكنها لم تفهم منها شيئا يُذكر.....
ارايتم المهزلة الأوتوقراطية لهذا الحب الأفلاطوني منقرض الأجواء؟
ولكن لا....
لقد تشرنقت على نفسي وتحوصلت مع أبحاثي المستفيضة في مجالات العلم الموسوعية كي اعد لها المنهج الذي سيجعلها مثقفة بالصف الأول لرعيل المثقفين المبتدئين.....
وهكذا أخبرتها بان استمرار علاقتنا مرهون بانتهاء تلك الشيزوفيرينا الفكرية التي أحدثت انقساما في وحدتنا العضوية للبنية العشقية التحتية!!
ولأنها تعشقني فقد رضخت للأمر....
ولثلاثة شهور انكبت على القراءة والدراسة المكثفة حتى تصبح ذات شخصية اعتبارية ثقافية يُؤخذ بأهليتها في شرفات القلب....
ثم قابلتها بعد انتهائها......
كانت علامات نجاحي ظاهرة على وجهها.... فقد اختفت الابتسامة اللقيطة اللزجة التي كانت محفورة ككتابات هيروغليفية عتيقة على شفتيها، ثم إن عينيها اختفت خلف عوينات أعطتها مظهرا ثقافيا متحدب الأهداب....
صافحتني بلهجة ثقافية ظاهرة وبانت على ألفاظها بوادر توحد اصطلاحي مع المجمع اللغوي!!
رحنا نتناقش لسويعات عن الفرق بين الديالوج الإغريقي والكتالوج الكيني، كما أنني انبهرت بوجهة نظرها الثاقبة في (أيدلوجية الإغريق والرومان لبناء عقل نابض بالعلاقات لا محسومة المنظومة الواعية والتي تأثر بها العرب).......
وهكذا استرحت.... وتسرعت في طلب تحديد موعد لزفافنا، إلا أنها فاجأتني بنظرة عشارية الأبعاد لا متناهية الضفة الشرقية للحائط الرابع....
من نظرتها تلك أدركت أن شيئا ما قد حدث.... شيء ما يرتبط بمحاولة فاضلة لإظهار بعد ثقافي جديد لجلستنا الرومانسية متعددة الرؤى التكنونية!!
عرفت أنها كتبت قصيدة رائعة أهدتها إلي.....
بدأت اقرأ: "سيبولون في سراويلهم ويبتلون.....
ويتألمون ويتقيئون
ويهاجرون إلى مسرح البالون،
اّها.... بداية حداثية اصطدامية مع الخبرات المتراكمة داخل عقليتي الشعرية العتيقة...
مسرح البالون..... لفظ جديد على الشعر الحداثي.....
"فاتركني وكن منهم....
واذهب إلى سرور الجحيم.....
أيها المافون"
لم أكد اقرأ السطر الأخير حتى فوجئت بها تقوم وتبصق على وجهي بصق تنين منقرض جف اللهب من لعابه... ثم إنها أردفت: "علاقتنا انتهت" .
تركتني وانصرفت وسط دهشتي ذات اللب الحائر.
تلك الوغدة....ال....ال.......
ملحوظة (السطور السابقة من كتاب اعترافات مثقف للراحل "عباس حداثه").......

سقط المثقفون ولو نجحوا



بقلم: محمد فتحي

درس جديد أيها العاشق العصري......
إياك أن تُظهر لها- حواء- ثقافتك (هذا لو كنت تحفظ ألف باء من أساسه)، بالله عليك يا أخي.... هل رأيت فتاة (من بتوع اليومين دول) تمسك كتابا للعقاد.....
أو رأيت زميلتك في الكلية مستغرقة في قراءة أي كتاب للأستاذ محمد حسنين هيكل..... لو انك رأيت هذه الأخيرة فيا بختك......
التنسيق خدمها وأدخلها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية!!
وللصراحة والأمانة لا احد يعرف لماذا الفتاة المثقفة في سبيلها للانقراض.....
بل إنها صارت تكره الثقافة والمثقفين لان الثقافة صارت بالنسبة لها (عقدة) لن تُحل ولو حتى في مسلسلات الدراما (الهلس) التي تراها في دنيتنا (وتلفزيوناتنا أيضا)......
تخيل نفسك تجلس جلسة شاعرية مع خطيبتك وتسألها بمنتهى البراءة عن (الديالكتيك) ورأيها في (استاتيكية العقل العربي).... طبعا ستكون هذه هي آخر جلسة قبل فسخ خطبتكما وقبل دخولك القصر العيني لأنها والله اعلم أعجبها سؤالك لدرجة جعلتها (تفتح قرنك)........
ومعظم الشعراء يكتبون الشعر في غير زوجاتهم.....و الأرجح أنهم يسترجعون أيام الشقاوة والجامعة قبل أن يكتبوا قصيدة رومانسية جديدة.... ثم إنهم- بكل دبلوماسية وذكاء- يهدون القصائد لزوجاتهم (عربون محبة) لاستمرار زواجهم دون منغصات.......
و (سقراط) الفيلسوف العظيم كانت زوجته (نكدية) و (كشرية) و (تاكل مال النبي) رغم إنها ليست من أصل مصري..... ولم تكن تحب فلسفته فقد كانت تراه (صايع) و (ضايع) يهوى الثرثرة عديمة المعنى، ولكن على الرغم من ذلك نحن نعرف (سقراط) والتاريخ يعرفه أيضا والأرجح لان التاريخ ليس امرأة عصرية.....
وبمنتهى الإخلاص أقولها لك... يجب أن تتنازل قليلا أيها العاشق العصري المثقف عند اختيارها......
فإذا اخترتها مثقفة يجب أن تتعود على رؤيتها يوميا دون أن تغمض عينيك لان الجمال والثقافة- في عصرنا هذا- لم يجتمعا بعد......
أما إذا اخترتها جميلة فيجب عليك يا همام أن تدرك جيدا أن ثقافتها هي (ثقافة جرايد) وان معلوماتها عن ذبابة (تسي تسي) هي نفس معلوماتك عن الخزف الصيني....
حينئذ فقط ستعرف وتدرك وتقتنع (شوف التكرار) بان المثقفون مهما نجحوا في حياتهم الفكرية والثقافية..... فسوف يسقطون في حياتهم العاطفية لأنهم- على الأرجح- ينتمون مثلك لمدرسة العشق العصري.......
وصحيح..... سقط المثقفون مهما نجحوا!!
أنا مثقف.......
وقلما تجد مثقفا في حياتنا العصرية متشتتة المراكز لا محورية الأهداف!!
المشكلة أن كل من حولي من الناس لا يستطيعون التعامل معي- مساكين- لا يعرفون قيمة الثقافة في تقدم الأمم والشعوب....
تخيلوا أن ما يقرب من 40% في مصر لا يزالوا يعانون من الأمية......
المشكلة الحقيقية تكمن في الأمية الثقافية.......
تصوروا....أنا.... المفكر المحترم وصاحب أعظم مؤلفات يتم القبض علَي في مترو الأنفاق لمجرد أنني احمل (شريط فيديو عادي).... يأتي إلي احد كبار رجال الأمن في (مصر) "أمين شرطة على الأرجح" ويطلب مني بطاقتي الشخصية....
تصوروا هذا الجاهل لم يعرف اسمي من الوهلة الأولى ولا حتى من الوهلات التالية.... كل ما فعله هو أن اختطف في لهفة شريط الفيديو من يدي المبدعتين ثم بدا استجوابي في مكتبه الفخم.......
بداية جميلة.... فهو من الذكاء بحيث يستنتج أن الشريط يحوي فيلما ولا يحوي فيلا أو غاز أعصاب ثم تهريبه من فساكونيا العظمى.... ولكن الأجمل انه رد على نفسه:
"فيلم ثقافي مش كده؟"
تعجبت منه ومن ذكائه المهيب:
- نعم... فيلم ثقافي... هكذا أجبته و....
- "مش عيب عليك يا بني ادم واحد في سنك يتاجر في الحاجات دي؟"
لم افهمه لأنه ببساطة أكمل خطبته العصماء على غرار خطب موبوتوسيسكو:
- "نبقى بنحارب المراهقين والشباب اللي عاوزين يفسدوا في البلد وسيادتكم تطلع المحرض... ايوه... انت المحرض والموجه ومدير الإدارة كمان"
يا لليوم عديم الاناء السعيدة.... ماذا يقصد هذا ال....ال...
- "بتتفرج على أفلام جنسية يا أستاذ.... وكمان يتاجر فيها"
انتقل جميع من في المحطة- (السادات) على ما أتذكر- إلى الغرفة بعد سماعهم لعبارة أفلام جنسية... بل لقد سمعت أن المرور قد تعطل في ميدان التحرير... وان زوار المتحف المصري طلبوا تنظيم رحلة إلى المكتب البهيج الذي أتشرف واقف أمامه بكينونة نافذة....
- "ايوه يا أستاذ بتفرج على أفلام ثقافية جنسية (هكذا قلت) انت مال سعادتك.... ايه... ما عندكش فيديو وعاوز تتفرج معايا؟
كاد يقبل يدي ويقول "نعم..نعم" إلا انه أزاحني من على المسرح قبل أن يرد علي... والواقع أن رده كان مقنعا للغاية، وعلى جميع الأصعدة الزمكانية للمتوالية الحياتية البارة...
في أسرع وقت ممكن تم اخذي إلى مكان ما (يبدو انه اكتشف حديثا في مجرة درب التبانة)... ثم دخل علي إنسان سفطاتي منغلق الكينونة وتحدث معي حديثا وديا خرجت بعده بكشف رائع للبشرية ألا وهو أن (الإنسان المصري أصله بالونة)...
المهم أنني خرجت من هذا المكان مع شريطي سبب المتاعب بعد أن شاهدوه... يا للمأساة الكونية!! ماذا لو أنهم قالوا أنهم مهتمين بالدورة الجنسية التناسلية لطُفيل (بلازموديوم الملاريا)..... هل كنت سأرفض إعطائهم الشريط...
شيء غريب جدا........

سنة أولى عشق



بقلم: محمد فتحي

أول شيء يجب أن تدركه وانت تضع قدميك على أول درجة في سلم مدرسة العشق هو انك تلميذ بليد... لذا فحذار أن تنزلق قدمك من أول درجة فينخلع حذاءك (تنفض) الليلة بسبب رائحة شراب سعادتك التي هي بقايا من رائحة فضلات حيوانات سفينة نوح!!
ولأنك تلميذ بليد فيجب أن تضع في أذنيك العبارة القادمة كقرط ذهبي لا يصدأ، بل إن سعره في ازدياد سعر أنابيب البوتاجاز لحظة كتابة هذه السطور... هل انت مستعد الآن... حسنا.... "انت حيوان".
ولا داعي لان (تتجنن ف عقلك)، وتسحب (القلة القناوي) التي هي من مخلفات حرب الماعز لتضربني على أم راسي قبل أن تعرف السبب....
فالإنسان ذلك الكائن الذي خلقه الله ليكون خليفته على الأرض لم يفت على عالم من العلماء أن (يمرمط بكرامته الأرض).
علماء الاجتماع يرون أن الإنسان حيوان اجتماعي.
خبراء العلوم السياسية يؤكدون أن الإنسان حيوان سياسي، أما اونكل (دارون)-الله يجحمه- فقد أكد من خلال نظرية البانجو والارتقاء (النشوء والارتقاء سابقا) أن الإنسان حيوان ذو مؤخرة حمراء... أي أن أصله قرد...
هل تتخيل هذه الكارثة... انت أيها الإنسان... من وجهة نظر العلماء (كائنات لها عقول متقدمة) مجرد حيوان... ولكن حجم الكارثة لن تدركه إلا إذا تخيلت صحة افتراض (دارون)، فحينئذ يجب عليك أن تبكي ليل نهار نادبا حظك العاثر وقدرك المحتوم.... فمن هي تلك التي ترضى بان ترتبط بعلاقة- أيا كان نوعها- مع قرد حتى ولو كانت هي إحدى حراس الجبلاية وبينك وبينها (استلطاف) فان اللون الأحمر حينئذ سيتدخل ليعلن وقوفه عائقا في سبيل ارتباطكما رغم انك تقسم لها انه لون صناعي دهنته في هذا المكان الحساس حبا منك في الأهلي وحزنا على (حسام حسن).....
من المقدمة (الغلسة) السابقة (اصحى ياض ياللي هناك بدل ما اعبطك) تستنتج بقليل من الذكاء... لو انك تمتلكه... انك هنا في مدرستنا المبجلة حيوان... حيوان عاشق...
ومن منطلق (اعرف عدوك)، فان المرأة تعرف ذلك... تعرف انك حيوان تستطيع أن تستفزه في أي وقت لكي تعرف رد فعله... ثم بناء على ذلك تضع خطة ترويضك واستئناسك...
ففي الأمس القريب كانت تمشي في الطرقات وهي تردي ما يشبه الخيمة، إلى أن اعتدت انت ذلك رغم استفزاز غريزتك الحيوانية في بداية الأمر، والتي جعلتك تزود عينيك بأشعة "اكس" التي كانت تخترق تلك الخيمة لترى ما بداخلها....
وتكون الصدمة أن ترى خيمة أخرى ثم تجد ثالثة ورابعة و...... أخيرا تنفذ أشعة (اكس)، وتعلن استسلامك لها، وبمرور الوقت ملت هي هذا الاستسلام فرات أن تستخدم معك أسلوب جديد، وهو الأسلوب العصري الذي يكفل لها أن تتفنن في اختيار (المحزق والملزق) على رأي (أم الواد زناتي)..... واشي "بودي" و "ميني" و "ميكرو" وربنا حليم ستار....
ويبدو أنها تتذكر فجأة (اشك في ذلك) أن الوحش الماثل أمامها حيوان مفترس تتساقط شهوته من عينيه الذئبتين وهو ينظر لها نظرة- ياي- وحشة خالص....
وتتذكر فجأة مرة أخرى (اشك في ذلك أيضا) أن هناك (سرسوب هوا) يتسلل بوحشية إلى ساقيها اللتين تداريهما تحت "الميكرو" فما يكون منها إلا أن تُسرع وتلتقط أي شيء حولها كي تداري عنك ما لا يجب أن يراه حيوان مثلك رغم أن كل الحيوانات حولك- وقبلك أيضا- نالوا شرف إلقاء نظرة.....
وهكذا تلتقط كشكول محاضراتها وتضعه على ساقيها (آل ايه بتذاكر) لأنها استشعرت فيك حيوانا سافلا قد يكرر مأساة العتبة!!
وحين تتزوجها تفاجئك بتغيير إستراتيجيتها في التعامل معك.... فتخصصك لتجارب معملية أخرى الهدف منها استكشاف باقي صفاتك الحيوانية لوضع خطط استئناس جديدة تتوافق مع الصفات المكتشفة حديثا!!
وتتحول إستراتيجية (الإظهار) و (الكشف) التي كانت تستخدمها في فترة الخطوبة (والأساس ما قبل الخطوبة) إلى إستراتيجية (الإخفاء) والاستغماية و (شد الكوبس... كهربا)، ولا مانع من باقي الألعاب الإستراتيجية والتي كنت تظنها انت صبيانية على غرار (تيرو) و (قفاشة الملك) و (صيادين السمك)، وما إن تذكرها انك زوجها حتى تدق ساعة العمل الثوري لتطلق (صاحبتك/ مروضتك) مدفعية لسانها الثقيلة مذكرة إياك بأنك (جعر) و (شحات) و (حفيد ورا......) ثم يكون فصل الختام "ما تبصليش بعين رضيه" إلى آخر كتاب الأمثال للعلامة (احمد تيمور).....
ودليل آخر على حيوانيتك.... نظارتك هذه التي ترتديها.... هل تقسم انك أرديتها بسبب المذاكرة التي جلبت لك (الكافية) كما تؤكد عائلتك وهي تتقدم لخطبة فتاة محترمة لجنابك؟
الم ترتديها بعد موقف لن تنساه تكرر كثيرا أيام مراهقتك التي تفتقدها....
- تراهني إن شراب البت دي مقطع.
- يا راجل ده شراب "فيليه".
وما إن تكسب الرهان (لا تسألني كيف) حتى يقدم لك زميلك فروض الطاعة والصياعة....
- بسم الله ما شاء الله... ايه يا بني.... عينيك كشافات؟
وبعدها بقليل ترتدي نظارتك هذه رغم انك- مفيش سطرين يا جدع- كنت صاحب عين نافذة.
ولأنك حيوان فأنت من اشد المعجبين بالتكنولوجيا والانترنت يشهد عليك وعلى حيوانيتك.... تفتح الموقع إياه ثم تستخرج منه الصور (المحترمة جدا) لتتباهى بها وسط زملاءك....
بل والأرجح لكي تكون تلك الصور هي نواة المشروع الكبير الذي ستكون من خلاله مستقبلك....
هل أدركت إذن انك حيوان.... من اجل هذا إليك نصيحة.... (هي) تعرف انك حيوان، فلا داعي لكي تتفاخر انت أمامها في كل مناسبة (وبدون مناسبة) بأنك حيوان، فمن هي تلك المتخلفة التي سترضى أن تتزوج منك بعد أن تخبرها انك (مالي مركزك) وانك بين الحيوانات (أسد) بالتأكيد لن ترضى أن تحمل لقب (مدام أسد).
مع احترامنا للألقاب.........

دليل العاشق العصري



بقلم: محمد فتحي

* الحب أجمل شيء في الكون "خاصة عندما لا تجربه".
* حينما تحب ما لا تعرف... تهانئي... انت عاشق "أكثر شيء تنطبق عليه العبارة هو اللحمة!!".
* ما أحلى أن تكون (هي) الشمس والقمر والنجوم "يا حبذا لو كانت بانجو... كورة... فلوس".
* لا تيأس من تجاربك المقززة في عالم العشق....
فقد تصبح (قيس/روميو)
وقد تصبح هي (ليلى/جولييت).
"قد + فعل مضارع تفيد الشك".
* دنيا بدون حب لا تصلح "تماما كحذاء 6 خرم بدون رباط".
* (حب) أجمل كلمة من حرفين.... "وطظ أيضا".....
هل جربت نصائح أصدقائك....
بالتأكيد... ولهذا أثرها يظهر على خريطة جسدك الذي نحله الحب....
"اذهب إليها... صارحها... خليك حمش... اتقل ياض... أوعى تسبلها وانت لابس البوليس... خليك مزنوق لغاية ما تمشي هي ثم فكر بعد ذلك في الذهاب لأي ركن!!".
كلهم ينصحوك وجنابك-ولا مؤاخذه-الهُفأ الوحيد الذي يستحق النصيحة... مع أنهم جميعا يعانون نفس معاناتك، بل إن من نصحك ب "خليك مزنوق" يعاني الآن من هجر حبيبته بعد أن تغير لون سرواله الأبيض إلى ابيض منقط... وبيشر كمان، والأدهى انه ينصحك بما سيصيبك حتما باحتباس بولي...
ايه... خلاص يعني... لا يوجد شيء اسمه "بعد إذنك يا حبيبتي... مشوار سريع لمكتب العميد (عميد كلية والله) ثم في أول مرحاض... (اقصد مكتب عميد) تفك زنقتك.
ثم لماذا لا تكون واد (حرك) و (مكن) وتبادر على إجادة التعامل معها...
هييييه.....
نهايته.... لقد رق قلبي لحالك... (صعبت عليه م الآخر) ولذلك سألحقك بمدرستي.... مدرسة العاشق العصري...
دون مصروفات.... سأعلمك كيف تتعامل معها مع أني لا اعرفها (شوف السحر يا أخي) لا يهم من تكون (هي)...
حبيبتك... خطيبتك... زوجتك... شيء آخر (آسف لعدم ذكره).....
المهم انك ستعرف من أين يؤكل القلب... اقصد الكتف....
والاهم أيضا أن تجعل الحلقة القادمة دليلك في التعامل معها أيها العاشق....